المراهقون يخافون من الحياة... بسبب وسائل التواصل

24 مارس 2016
بعض المراهقين لا يلتقون بأصدقاء حقيقيين (Getty)
+ الخط -
المراهقون المهووسون بوسائل الإعلام الاجتماعي يعانون من الوحدة، ويمكثون طويلاً في غرفهم، ولكن بعض الخبراء قالوا إن المهارات الاجتماعية التي يحتاجون لها يمكن أن تزدهر في وقت لاحق بالحياة.

في مثال يعتبر متطرفاً، تأثرت فتاة وأصبحت خائفة لدرجة أنها لا تستطيع أن ترد على الهاتف أو تفتح الباب، والبعض الآخر مهددون بخطر أن تتطور لديهم مشاكل متعلقة بالصحة العقلية لاحقاً.

وقامت كلية كينغز البريطانية باستطلاع شمل ألف مراهق تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عاماً، وجدت فيه أن 6 من أصل 10 قالوا إنهم وحيدون، فيما قال واحد من أصل عشرين إنه لا يجتمع بأصدقائه خارج المدرسة.

وكانت الفتيات أكثر وحدة من الأولاد، وبيّن ثلث المشاركين في الاستطلاع أنهم نادراً ما شعروا بأنهم محبوبون من قبل أصدقائهم.

وقال مايكل ليناس الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ترست": "تبين وجود نقص بشأن الاندماج الاجتماعي ومستوى الشعور بالوحدة بين الجيل الآتي من الشباب، الأمر الذي يمكن أن يكون ضاراً باقتصاد المملكة المتحدة والرفاه في المستقبل"، بحسب تصريحه لصحيفة "صنداي تايمز".

إيفا ماكدونالد (19 عاما) من لينكولنشاير، بدأت بإعادة بناء الثقة في نفسها، بعد أن أصبحت عصبية، ولا تستطيع التعرف إلى أشخاص جدد، وقالت "كانت مهاراتي الاجتماعية معدومة بسبب تدني احترام الذات، وضعت حواجز بيني وبين الآخرين عمداً لئلا أتفاعل مع أحد".

وبلغ الأمر لدرجة عدم الرد على الهاتف أو جرس الباب، بسبب قناعتها بأن الناس سوف يطلقون عليها الأحكام قبل أن يعرفوها، والآن تخطط إيفا للذهاب إلى كلية الموسيقى والبدء بالتدريب على الغناء الكلاسيكي.

وقال الدكتور جنيفر لاو، الذي قاد فريق البحث "الوحدة التي يعاني منها المراهقون قضية مهمة، لأنهم يبدؤون خطواتهم نحو الاستقلال، وتؤثر على كيفية تفاعلهم مع الناس، ويترافق ذلك مع القلق والاكتئاب، إذا ظهر ذلك في سن المراهقة ولم يعالج، يمكن أن تستمر التداعيات مدى الحياة".

مضيفاً أن المهارات الاجتماعية حاسمة في مكان العمل، ويقول أرباب العمل إنه من الصعب جدا تعليمها، وينبغي أن تتم رعايتها في وقت مبكر من الحياة قبل سن المراهقة للحصول على وظيفة فيما بعد.

وفي الشهر الماضي وجدت دراسة أخرى أن وسائل الإعلام الاجتماعية، والتي تستخدم بشكل مفرط  من قبل اليافعين، يمكن أن تجعل منهم على المستوى الفردي أشخاصاً غير أخلاقيين، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل".


اقرأ أيضاً: تكريس العزلة.. الشاشة خير صديق

المساهمون