20 سبتمبر 2019
المرأة العربية عدوة نفسها
أحمد سلوم (سورية)
تحتل العادات والتقاليد في المجتمعات الشرق الأوسطية مركزا أساسيا في علاقة المرأة مع نفسها أولا، ومع الأخرين ثانيا، فالمرأة في مجتمعنا العربي، وهنا أخص بالذكر سورية، تخضع لاعتبارات كثيرة قبل التعبير عن رأيها، بل عن أهم قرارات حياتها التي تخصها هي وليس غيرها.
ولكن لماذا نظلم الرجل الذي يتحكم بالمرأة منذ ولادتها؟ فالمرأة هي الأخت التي تخضع لسيطرة أخيها مثلا، فالسؤال الذي يتبادر للذهن: من خوّل هذا الشاب أن يسيطر على أخته؟ ولو تأملنا قليلا، لوجدنا أن الأم هي ذاتها المرأة التي تطالب بحقوقها وباستقلاليتها، هي التي تعطي الحق لهذا الشاب ليدير حياة أخته على سبيل المثال لا الحصر.
فالمرأة في مجتمعنا عدوة نفسها بالدرجة الأولى، قبل أن نضع الرجل حجر عثرة أمام حرية المرأة وحقوقها، ولا ننسى أبدا الطابع الأبوي للأسرة العربية الذي يتسم بعلاقته مع محيطه الأسري بالسلطة والخضوع، وتسلط الرجال على النساء. تلك الأسباب وغيرها ساعدت في إفراز ثقافة شعبية حول المرأة ورسمتها على مدى السنوات الطويلة على أنها مخلوق ضعيف يحتاج إلى الوصايا والحفاظ عليها، وتقرير مصيرها بعيدا عما هي تشعر أو ما تريد.
وعلى الرغم من التقدم والتطور التكنولوجي، ووصول المرأة إلى درجات عالية على كل الأصعدة العلمية والمهنية تقريبا، إلا أن نظرتنا تجاهها ما زالت محدودة وقصيرة المدى، فنحن ننظر للمرأة كونها شرف رجولتنا الذي يجب أن لا يستباح إلا بإذن مسبق من الوصي، فكيف يمكن للتطور أن يساهم في تغيير العديد من الآراء المناقضة للدين من جهة، وللعصر الذي نحيا به من جهة أخرى، وكيف لا يعمل التطور على تغيير أمور ذات أهمية مثل نظرة المرأة للمرأة ذاتها ونظرة الرجل للمرأة من جهة أخرى.
المرأة ما زالت تعاني من أشكال عدم التوافق بين ما تستطيع فعله والحقوق المعترف بها قانونيا واجتماعيا، فالمرأة التي ناضلت على مدار عشرات السنين، لنيل حقوقها قانونيا واجتماعيا، نجدها هي ذاتها التي ترضخ لتقاليد المجتمع التي تنتقصها كأنثى، فمثلا عند تعرّض المرأة للضرب من أخيها أو زوجها، أو أيا كان من أقاربها الذكور، نجدها ترضخ للأمر الواقع من دون المحاولة في أخذ حقها قانونيا أو شرعيا، وكل ذلك خوفا من "القيل والقال"، وخوفا من اتهامها بالفجور، فالعادات والتقاليد هي التي تسيطر على المرأة في مجتمعاتنا الشرق الأوسطية.
منذ معرفة الأم أنها ستلد فتاة تبدأ العادات تحيط بالابنة، أي قبل مجيئها إلى الحياة، والأم ذاتها تشارك بذلك، متناسية تماما أنها أنثى. وعندما تأتي البنت إلى الدنيا، تبدأ عملية تقييدها ضمن أدوار محدّدة، إذ غالباً ما تظل البنت مع أمها في المنزل لمساعدتها بينما أخوتها الذكور يلعبون ويلهون ويمارسون كل حياتهم الطفولية، أما الفتاة فيحشر في رأسها الأفكار عن العيب والحرام من قبل أمها مرشدتها الأولى.
لذلك نستطيع أن نعزو وضع المرأة العربية المتدني إلى سيطرة العادات والتقاليد على سبل حياتها مكان الدين والقانون. ولكي تستطيع الرقي بنفسها ونيل حقوقها عليها أن تثور على كل ما يهينها كامرأة أولا، وكإنسان ثانيا، وعليها أن لا تنسى أنها ليست فقط نصف المجتمع كما يقال، بل هي كون بحد ذاته.
ولكن لماذا نظلم الرجل الذي يتحكم بالمرأة منذ ولادتها؟ فالمرأة هي الأخت التي تخضع لسيطرة أخيها مثلا، فالسؤال الذي يتبادر للذهن: من خوّل هذا الشاب أن يسيطر على أخته؟ ولو تأملنا قليلا، لوجدنا أن الأم هي ذاتها المرأة التي تطالب بحقوقها وباستقلاليتها، هي التي تعطي الحق لهذا الشاب ليدير حياة أخته على سبيل المثال لا الحصر.
فالمرأة في مجتمعنا عدوة نفسها بالدرجة الأولى، قبل أن نضع الرجل حجر عثرة أمام حرية المرأة وحقوقها، ولا ننسى أبدا الطابع الأبوي للأسرة العربية الذي يتسم بعلاقته مع محيطه الأسري بالسلطة والخضوع، وتسلط الرجال على النساء. تلك الأسباب وغيرها ساعدت في إفراز ثقافة شعبية حول المرأة ورسمتها على مدى السنوات الطويلة على أنها مخلوق ضعيف يحتاج إلى الوصايا والحفاظ عليها، وتقرير مصيرها بعيدا عما هي تشعر أو ما تريد.
وعلى الرغم من التقدم والتطور التكنولوجي، ووصول المرأة إلى درجات عالية على كل الأصعدة العلمية والمهنية تقريبا، إلا أن نظرتنا تجاهها ما زالت محدودة وقصيرة المدى، فنحن ننظر للمرأة كونها شرف رجولتنا الذي يجب أن لا يستباح إلا بإذن مسبق من الوصي، فكيف يمكن للتطور أن يساهم في تغيير العديد من الآراء المناقضة للدين من جهة، وللعصر الذي نحيا به من جهة أخرى، وكيف لا يعمل التطور على تغيير أمور ذات أهمية مثل نظرة المرأة للمرأة ذاتها ونظرة الرجل للمرأة من جهة أخرى.
المرأة ما زالت تعاني من أشكال عدم التوافق بين ما تستطيع فعله والحقوق المعترف بها قانونيا واجتماعيا، فالمرأة التي ناضلت على مدار عشرات السنين، لنيل حقوقها قانونيا واجتماعيا، نجدها هي ذاتها التي ترضخ لتقاليد المجتمع التي تنتقصها كأنثى، فمثلا عند تعرّض المرأة للضرب من أخيها أو زوجها، أو أيا كان من أقاربها الذكور، نجدها ترضخ للأمر الواقع من دون المحاولة في أخذ حقها قانونيا أو شرعيا، وكل ذلك خوفا من "القيل والقال"، وخوفا من اتهامها بالفجور، فالعادات والتقاليد هي التي تسيطر على المرأة في مجتمعاتنا الشرق الأوسطية.
منذ معرفة الأم أنها ستلد فتاة تبدأ العادات تحيط بالابنة، أي قبل مجيئها إلى الحياة، والأم ذاتها تشارك بذلك، متناسية تماما أنها أنثى. وعندما تأتي البنت إلى الدنيا، تبدأ عملية تقييدها ضمن أدوار محدّدة، إذ غالباً ما تظل البنت مع أمها في المنزل لمساعدتها بينما أخوتها الذكور يلعبون ويلهون ويمارسون كل حياتهم الطفولية، أما الفتاة فيحشر في رأسها الأفكار عن العيب والحرام من قبل أمها مرشدتها الأولى.
لذلك نستطيع أن نعزو وضع المرأة العربية المتدني إلى سيطرة العادات والتقاليد على سبل حياتها مكان الدين والقانون. ولكي تستطيع الرقي بنفسها ونيل حقوقها عليها أن تثور على كل ما يهينها كامرأة أولا، وكإنسان ثانيا، وعليها أن لا تنسى أنها ليست فقط نصف المجتمع كما يقال، بل هي كون بحد ذاته.
مقالات أخرى
13 سبتمبر 2019
31 مايو 2019
24 ابريل 2019