المدينة

24 فبراير 2018
بطاقة بريدية من الإسكندرية، 1925
+ الخط -
قلتَ: "سأرحل إلى أرضٍ أخرى، سأرحل إلى غيرِ بحرْ
مدينةٌ غيرُ هذه، أفضلُ منها، ستوجدْ.
العذابُ مكتوبٌ لكلِّ محاولةٍ لي
وقلبي، كالميت، مدفونْ
حتّامَ تبقى روحي في هذا الانحطاطْ؟
أنّى أَطُفْ بناظريّ، أنّى أتطلّعْ
أرَ هنا حطامَ حياتي الأسودَ
إذ أمضيتُ كلَّ ذي السنينَ وبدّدتُها وأهدرتُها"
مطارحَ جديدةً لن تجدَ، لن تجدَ بحاراً أخرى
المدينةُ ستلاحقُك. ستدورُ على الدروبِ
عينِها. وفي الأحياء نفسِها ستشيخ
في البيوتِ ذاتِها ستشيب
ذي المدينةَ دوماً تبلُغُها، إلى سواها -لا تأملْ-
لا قاربَ لكَ، لا دربْ
وإذ بدّدتَ حياتَك هاهنا
في هذا الركنِ الصغير، في كلّ الأرض أهدرْتَها.


* ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا

 ** ما انفكت قصيدة "المدينة" لقسطنطين كفافيس (1933-1863) تلهم قارئها ومترجميها أيضاً. ترجمات عديدة لها ظهرت بالعربية من أجيال مختلفة من المترجمين، أكثرها عن لغات وسيطة. أعلاه ترجمة جديدة عن اليونانية مباشرة تكشف بعضاً من الوهج المتجدد لهذا النص، وتتلمس خصوصيته اللغوية والتعبيرية في الأصل اليوناني. (المحرر)

 
المساهمون