وشارك في التشييع قرابة ألف فلسطيني، على الرغم من القيود والشروط التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على عائلة الشهيدين، ومنها مشاركة (40) شخصاً من عائلة أبو جمل فقط، في عملية الدفن، كذلك دفنهما خارج مسقط رأسهما السواحرة الغربية.
ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات تطالب بالانتقام لدماء الشهداء، ونصرة للمسجد الأقصى المبارك، ومطالبين بتفعيل المقاومة الفلسطينية والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين.
وجرت عملية الدفن في مقبرة "الشهداء"، في الشق الشرقي من بلدة السواحرة، التي يفصلها جدار الفصل العنصري عن مسقط رأس الشهيديْن، بعد الصلاة عليهما في مسجد صغير يقع بالقرب من المقبرة، وسط جنازة حاشدة، فاقت توقعات الاحتلال الاسرائيلي.
وتحدى المئات من أهالي بلدة السواحرة الشرقية، والغربية، وقرية الشيخ سعد، إضافة إلى العشرات الذين جاءوا من القرى المقدسيّة المجاورة، قرارات الاحتلال، وشاركوا بالتشييع، مطلقين الألعاب النارية في الهواء ابتهاجاً بدفن الشهيدين بعد أيام الانتظار الطويلة، وتعنت سلطات الاحتلال في تسليمهما.
من جهتها، أعربت العائلة عن ارتياحها بتسلّم الجثمانين، ودفنهما في مقبرة "الشهداء" في البلدة، بعد معركة قانونية خاضتها مع الاحتلال في المحاكم.
ومن جانبه، قال والد الشهيدين إنّه "قدم ابنه فداء لفلسطين، وفداء لأرواح الشهداء الذين قضوا في تاريخ نضالهم"، مشيراً إلى أنّ "من حق الفلسطينيين التضحية من أجل تحرير وطنهم، الذي يحتله الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنين".
في غضون ذلك، ألقيت في عملية التشييع كلمات عدّة، أكّدت أنّ "ما قام به الشهيدان هو رد طبيعي على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بشكل عام والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص"، مطالبين بالرد "الدائم على كل جريمة يرتكبها الاحتلال ومستوطنوه".
وكان الشهيدان عدي وغسان أبو جمل قد نفذا عملية في كنيس يهودي في بلدة دير ياسين، غرب مدينة القدس المحتلة، قتل فيها خمسة من كبار الحاخامات، وجرح سبعة آخرون.