الكنيسة الكلدانية بالعراق تدعو إلى تشكيل حكومة إنقاذ

29 اغسطس 2015
بطريرك الكلدان: الوضع في العراق لا يحتمل التناحر(فرانس برس)
+ الخط -
وجّه بطريرك الكلدان في العراق والعالم مار لويس روفائيل الأول ساكو، دعوة إلى الرئاسات الثلاث لعقد اجتماع معاً ومناقشة الإصلاحات وتطبيقها بحكمة، فيما أكّد رئيس ائتلاف "متحدون للإصلاح" أسامة النجيفي، تأييده ودعمه الكامل لإصلاحات رئيس الحكومة حيدر العبادي.

وقال ساكو، في رسالة وجهها، اليوم السبت، إلى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، والعبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ورئيس برلمان كردستان يوسف محمد، إنّ "الوضع في العراق لا يحتمل التنافر، ولا التناحر"، داعياً إيّاهم إلى "تشكيل حكومة إنقاذ بتمثيل متوازن أساسها المهنية والنزاهة".

اقرأ أيضاًإصلاحات العبادي تصطدم بتدهور الأمن وتهديدات الخصوم

ودعا ساكو أيضاً، الرئاسات الثلاث إلى "الاجتماع معاً لمناقشة الإصلاحات المطلوبة، وأن تتحمل كل رئاسة مسؤوليتها التاريخية في المواقف والقرارات"، مؤكّداً أنّ "رئاسة الوزراء هي التي تتحمل المسؤولية التاريخية وليس رئيس الوزراء".

واقترح "تشكيل حكومة إنقاذ بتمثيل متوازن للمكوّنات الوطنية يتحلـى أعضاؤها بمهنية عالية ونزاهة، لتكون الحكومة فعلاً عوناً لرئيس الوزراء في تنفيذ الإصلاحات التي يطلبها الشعب من دون تسويف".

كما دعا ساكو إلى "دمج المتطوعين في مؤسسة الجيش والشرطة مما يعزز قدرة الجيش على الأداء ويعزز الوحدة الوطنية".

وطالب بطريرك الكلدان رئيسَ برلمان إقليم كردستان "بالعمل على تأجيل كتابة دستور الإقليم حتى بلورة الوضع في العراق والمنطقة"، مشيراً إلى أنّ "الأجواء مشحونة وغير مناسبة لكتابة دستور حضاري ودائم، وخير دليل كتابة الدستور العراقي التي تمت بعجالة".

وشدّد على أنّ "الأوضاع الدولية والإقليمية والداخلية تتطلب الحكمة والتفاهم وتقديم تنازلات للمصلحة العامة"، مؤكّداً "أهمية الحفاظ على الإنجازات التي حققها الإقليم من استقرار أمني وازدهار اقتصادي وثقافي واجتماعي وعدم التفريط به".

من جهته، رأى الخبير السياسي، محمود القيسي، أنّه "بإمكان رئيس الوزراء أن يشكل حكومة إنقاذ في البلاد، بالاتفاق مع رئيس الجمهورية، وضمن قوانين خاصة".

واعتبر القيسي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه "من المستبعد أن يلجأ العبادي خلال هذه الفترة لإعلان حكومة إنقاذ"، مشيراً إلى أنّه "لم يستنفد بعد الخيارات المتاحة لديه، خصوصاً أنّه حظي بدعم شعبي ودعم من المرجعية".

وأضاف، أنّ "العبادي بدأ بالفعل بتطبيق الإصلاحات، على الرغم من العقبات الكثيرة التي تعترض طريقه، لكنّه تجاوز الكثير منها، وسيسعى لتطبيقها بالكامل"، مبيناً أنّ "العبادي ترك خيار حكومة الإنقاذ في الوقت الحالي، ولن يلجأ إليها إلّا في حال أغلق الطريق أمام إصلاحاته، عند ذاك سيكون الحل الوحيد أمامه هو حكومة الإنقاذ".

في السياق، أكّد رئيس ائتلاف "متحدون للإصلاح"، أسامة النجيفي، تأييده للإصلاحات التي أطلقها العبادي، مشدّداً على أنّ "التحديات التي يواجهها العراق تتطلب تعاون وتفاهم الجميع".

وقال النجيفي، في بيان صحافي، إنّه "مع الإصلاحات التي أطلقها العبادي، ومع دعمها وتعزيزها في ظل معيارين رئيسين، هما عدم تجاوز بنود وفقرات الاتفاق السياسي كونه يعبر عن حقوق المواطنين في محافظات مهمة وأساسية، وعدم تجاوز الدستور والقوانين النافذة، وضرورة احترامها، والاهتمام بمطالب المواطنين المشروعة المعبر عنها في تظاهراتهم".

ودعا النجيفي العبادي إلى "ضرورة الالتفات إلى الاتفاق السياسي والالتزامات التي تضمنها وبخاصة قضايا النازحين الذين يعانون ظروفاً غاية في القسوة واللا إنسانية، بعدما وجدوا أنفسهم بعيدين عن مدنهم ودورهم ووسائل عيشهم ومستلزمات الحياة الكريمة، وكذلك قانون الحرس الوطني والعفو العام وجميع القضايا التي قامت على أساسها الحكومة وفي ضوئها اكتسبت الشرعية".

وأشار البيان، إلى أن "مسؤولية بناء البلد وتحقيق أهداف وطموحات الجماهير والتصدي للتحديات التي يمثلها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابي، أمور تقتضي حضور عناصر أساسية، منها إرادة الإصلاح والتعاون والتآزر والتفاهم لخلق أرضية وطنية تستجيب للتحديات وتعمل على دحرها بما يحقق المصلحة الوطنية العليا قبل كل شيء".

اقرأ أيضاًالعراق: انقلاب أبيض للعبادي