القُبلة

09 فبراير 2016
جميل ملاعب / لبنان
+ الخط -
فيينا، 22 شباط 1907
يُكتشف الثلج على الشُّرفات
ويصلحُ مكاناً لاختباء العُشّاق.

أنتِ مُنتهى الهشاشة
حتى أنّي إذ ألتقيكِ الآن،
بعد أكثر من قرنٍ، وأنت أسيرةُ ذراعيه،
لا أميّزُ الألمَ من السعادة
والخطرُ الذي يربضُ مترصّدِاً في قلب الألوان
ليس سوى نُدبةٍ تحتفظين بها.

كان شتاءً قارساً
حتى أنّ طيورَ التَّمِ البيضاء هاجرت إلى الجنوب
دون أن تتلقّى أخباراً
من حديقة جسدكِ
المكلّلِ بالزُّهور.

هشّاً كان الحبُّ، بيضاءَ بشرتُك
التي استقبلتْ شفتيه
بحلولِ المساء على خدَّيك.

أحد عشر شتاءً بعدها
لم يتساقطِ الثلج في فيينا ولُذتِ بذراعيه
كي تودِّعيه.

أجاهدُ كيلا أصدّق أنّك كنتِ تلك المرأة.

انظري إلى المطر الآن،
لا مُروجَ مُتاحة أمام الأقدام.
مع ذلك،
لا يمكنني أن أُنكر أنّكِ كنت هناك
في يومٍ من شباط سنة 1907
عيناكِ مغمضتان والخوفُ في رُكبتيك.

ليس عليكِ أن تقلقي،
سأخبِّئُ سرَّك،
على الرغم من ظلِّ هذا الجُرح:
معرفتي بأنّكِ ظللتِ إلى الأبد
بين هاويةٍ وقُبلةٍ خالدة.


* Fernando Valverde شاعر إسبانيّ من مواليد 1980

الترجمة عن الإسبانية كاميران حاج محمود
المساهمون