القمح السوري من التصدير إلى الاستيراد

05 ديسمبر 2014
مزارعون سوريون يفرغون محصولهم من القمح بأحد المستودعات(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
فتح نظام بشار الأسد الباب على مصراعيه أمام استيراد القمح الذي اكتفت سورية منه ذاتياً على مدار عقود، بل وسجل المركز الثاني في قائمة صادرات سورية للعالم الخارجي بعد النفط.
وتشير بيانات مؤسسة تجارة الحبوب السورية، إلى أن مخزون الحبوب الاستراتيجي تراجع لكنه "يكفي لمدة عام "، ما دفع حكومة الأسد للتعاقد على استيراد 2.4 مليون طن قمح لتلبية الاحتياجات.
ويأتي تراجع إنتاج القمح خلال الموسم الماضي، الذي لم يتعدّ 1.7 مليون طن، سبباً رئيساً في اتجاه نظام الأسد للاستيراد. وكانت سورية تنتج ما يقرب من 5 ملايين طن قمح سنوياً قبل الثورة التي اندلعت في مارس/ آذار 2011.
ويعتمد الأسد على روسيا حليفه الوحيد في الغرب، لدعمه بما يحتاجه من حبوب، في ظل عزوف التجار عن المشاركة في أية مناقصات تطرحها دمشق دولياً.
وقالت وزارة الزراعة الروسية أمس الأول الأربعاء، إن دمشق طلبت زيادة كمية الحبوب من موسكو، مقابل زيادة تصدير الفواكه والحمضيات السورية.
وقال الخبير الاقتصادي، سمير رمان: لم يعد استيراد القمح من روسيا سراً بعد استنزاف كامل الاحتياطي الاستراتيجي الذي كان يتشدق به النظام، فقد وصلت أربعة بواخر من روسيا إلى مرفأ اللاذقية، خلال الأشهر الأربعة الأخيرة بحمولة 100 ألف طن.
وأضاف الاقتصادي السوري، لـ"العربي الجديد": ليس صحيحاً ما تروجه حكومة الأسد عن وجود مخزون استراتيجي من القمح يكفي لأكثر من عام، لأن موسم الحبوب في تراجع منذ بداية الثورة، ولم يزد الموسم السابق عن 1.7 مليون طن، معظمه في المناطق المحررة التي لا تخضع لسيطرة الأسد.
وعجزت "المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب" التابعة لنظام الأسد، عن استلام أكثر من 291 ألف طن من القمح، ونحو 105 مليون طن من الشعير، نظراً لوقوع معظم الأراضي المنتجة للقمح تحت سيطرة المعارضة السورية، كريف الحسكة والرقة وحماة وإدلب، رغم محاولات الإغراء ورفع سعر القمح إلى 45 ليرة للكيلو الواحد، وتخصيص النظام نحو 80 مليار ليرة (470 مليون دولار) لشراء الحبوب.
وأطلق النظام السوري خطاً بحرياً مباشراً لنقل الحاويات بين مرفأي اللاذقية السوري ونوفوريسيك الروسي، لنقل الحمضيات والخضار من سورية واستيراد القمح ومنتجات أخرى من روسيا، بحسب ما قال المدير التنفيذي لشركة محطة حاويات اللاذقية، مازن نصير.
وقال نصير، في تصريحات صحافية، إن الحكومة ستصدر اليوم (الجمعة) الشحنة الثانية المكونة من 60 حاوية مبردة، وذلك بعد إطلاق الشحنات، وبمعدل 120 حاوية شهرياً لتصدير 25 ألف طن حمضيات لغاية أبريل/نيسان 2015.
وقال الاقتصادي السوري، حسين جميل: إن إنتاج الخضار والحمضيات في سورية لا يزيد عن الطلب، حتى يصدره نظام الأسد إلى موسكو، كما أن الأسواق تعاني ارتفاع أسعار وقلة في عرض المنتجات، أوصلت كيلو الطماطم لنحو 100 ليرة والخيار 110 ليرات، والبرتقال إلى 50 ليرة سورية.