اختتمت القمة العربية الإسلامية الأميركية، في العاصمة السعودية الرياض، أعمالها التي انطلقت اليوم الأحد، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وزعماء أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، وقد أجمعت الكلمات على ضرورة التصدي للإرهاب وردع تدخل إيران، ومنعها من تمويل المنظمات الإرهابية.
بداية اعتبر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أن "إيران ضربت عرض الحائط بالقوانين الدولية، وأنّ النظام الإيراني يشكل رأس حربة للإرهاب، منذ ثورة الخميني وحتى اليوم"، مضيفاً أن "النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون".
من جهةٍ أخرى، أكّد أنّ حل القضية الفلسطينية مطلب عادل وضروري، وأنه لا بد من حل الأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري ووحدة البلاد.
بدوره، أكد الرئيس الأميركي في كلمته أن بلاده تهدف للسلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وبقية أنحاء العالم، وقال "أميركا لن تحاول أن تفرض طريقة حياتها على الآخرين وإنما تطمح إلى التحالف والتعاون، والقمة العربية الإسلامية الأميركية، ستساهم في تعزيز أمن حلفائنا".
واعتبر أنّ "إيران و"حزب الله" و"الحوثيين" و"القاعدة" يستغلون الإسلام لأهداف سياسية، كما أنّ "حزب الله" و"حماس" و"داعش" وغيرها تمارس نفس الوحشية، مشيراً إلى أن معظم دول العالم عانت بشكل أو بآخر من الهجمات الإرهابية المروعة.
وأضاف "الرياض انضمت إلينا هذا الأسبوع في فرض عقوبات على شخصيات من حزب الله"، لافتاً إلى أن السعودية ستصنف عدداً كبيراً من قادة "حزب الله" على لائحة الإرهاب، وإلى أن بلاده تتعامل مع تهديد "حزب الله" على أنه تهديد إرهابي.
في المقابل، رأى أن الشعب الإيراني عاش اليأس بسبب سعي قادته إلى الإرهاب، مشيراً إلى أنه يجب منع إيران من تمويل المنظمات الإرهابية، داعياً النظام الإيراني للاختيار بين العزلة والدخول في المنظومة الدولية.
من جهةٍ أخرى قال "سوف نقوم بخطوة تاريخية الليلة بافتتاح مركز مكافحة التطرف في الرياض"، لافتاً أيضاً إلى أنه سيتم تشكيل اتحاد لحل أزمات الشرق الأوسط والعالم.
كذلك اعتبر أنّ "مركز مكافحة الإرهاب يمثل إعلاناً واضحاً بأنه على الدول الإسلامية أخذ الدور الريادي في مكافحة الإرهاب".
وفي حين أكّد أن الأرقام تشهد بأن أكثر ضحايا الإرهاب حول العالم هم من المسلمين، شدّد على أن الشباب المسلمين يجب أن يعيشوا بعيداً عن الخوف، وأن هذه القمة ستُعلن بداية نهاية من ينشر الإرهاب. وأكد أن الحرب ضد الإرهاب ليست دينية ولكنها ضد الإجرام، وأنه لا يمكن أن يكون هناك تعايش أو تسامح مع العنف والإرهاب.
ورجّح الرئيس الأميركي أن يحمل المستقبل القريب حلاً لأزمات المنطقة، مشددا أيضاً على وجوب القضاء على التطرف أولاً، داعياً إلى التوحّد خلف هدف واحد هو هزم الإرهاب والتطرّف.
كذلك دعا إلى أن يصبح الشرق الأوسط أحد مراكز التجارة العالمية، معتبراً أن هذه القمة تمثل بداية السلام ليس في الشرق الأوسط فقط بل في العالم. وأضاف أن مسيرة السلام تبدأ هنا في هذه الأرض المقدسة.
وقال "أميركا مستعدة للوقوف معكم، لكنها لن تقوم بسحق العدو نيابة عنكم"، مطالباً الدول الإسلامية بطرد المتطرفين من أماكن العبادة ودحرهم.
وتابع "نسعى إلى إصلاحات تدريجية وليس إلى تدخلات مفاجئة"، موضحاً أن الأمن سيتحقق عبر الاستقرار وليس من خلال الفوضى.
إلى ذلك، أكد أن قطر شريك استراتيجي في الحرب على الإرهاب، مثمّناً دور تركيا والأردن وكل من يساهم في الحرب على الإرهاب واستقبال اللاجئين.
وأكد من جهته أيضاً، أن السلام في هذا العالم ممكن، بما في ذلك السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
بدوره، حذّر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من أنّ غياب القضية الفلسطينية سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، موضحاً أن القدس هي ساحة التقاء السلام للأديان السماوية الثلاثة.
وشدّد على أن حماية القدس أمر أساسي من أجل تحقيق السلام، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي له مصلحة مباشرة في تحقيق السلام العادل في المنطقة، وأن هناك مصلحة لجميع المشاركين في ترسيخ قيم التعايش السلمي.
من جهته، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إن مواجهة الإرهاب الشاملة تعني وضع حد للتمويل والتسليح والدعم الأيديولوجي، مضيفاً "معركتنا في سيناء جزء من المعركة العالمية ضد الإرهاب".
وقال السيسي إن هناك مصلحة لجميع المشاركين في ترسيخ قيم التعايش السلمي، مضيفاً أنه يجب منع الملاذات الآمنة للإرهابيين.
وأكّد السيسي على ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مبدياً رفضه كل محاولات التدخل في شؤون الدول العربية.
من جهته، قال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن "أمتنا حريصة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لمحاربة الإرهاب"، مشيراً إلى أن "القمة تمثل رداً على الاتهامات الموجّهة للدول الإسلامية برعاية الإرهاب، وتعطي صورة مشرفة للإسلام".
وتابع: "هذه القمة باعتبارها الأولى من نوعها فهي فرصة للدول العربية والإسلامية بالتعاون مع الحكومة الأميركية للقضاء على الإرهاب".
كذلك لفت إلى أن "دول مجلس التعاون الخليجي اتخذت قرارات مهمة من أجل مكافحة التطرف". وأعرب عن تطلعه "بأمل وتفاعل لقمتنا من أجل التوصل لحل أزمات المنطقة، وعلى رأسها الوضع في سورية والعراق واليمن، من أجل تحقيق الاستقرار".
أما رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبد الرزاق، فاعتبر في كلمته أن إيران تساهم في بث عدم الاستقرار في المنطقة، وعليها التخلّي عن التدخل في شؤون دول الجوار.