03 مارس 2022
القطة تيريزا ماي
تنجو رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مرتين في أقل من شهر، لتبقى في سدّة الحكم الى أجل قد لا يطول. في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أفلتت من براثن صقور حزبها الذين تربصوا للنّيل منها في تصويت ثقة حزبي. والأربعاء الماضي، أنقذ 19 نائباً عنقها في تصويت ثقة برلماني، يوماً واحداً بعد هزيمة تاريخية لحقت بالسيدة، عندما تم رفض خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي بواقع 432 صوتا مقابل تأييد 202 نائب من إجمالي أصوات مجلس النواب.
وإن كان يحلو لبعضهم وصف تيريزا ماي بالقطة ذات الأرواح السبعة، كما تقول الأسطورة، فلا يُنكر آخرون، وفيهم بعض خصومها، براعتها في السير على الحبال المشدودة، وقدرتها على الانحناء أمام العواصف. وفي السيرة السياسية والشخصية للسيدة ما يُبرهن على قدراتٍ خاصة، إذ يشهد أصدقاؤها الذين يحبونها، وخصومها الذين يقدّرونها، بأنها سياسيةٌ ناضجةٌ وجادّة، تتمتع بحكمةٍ وخبرةٍ كبيرتين، ولا ينقصها الدهاء السياسي. يقول القريبون منها إنها واضحة، ونظيفة. وعلى عكس سياسيين بارزين، أمثال ديفيد كاميرون، وتوني بلير، وبوريس جونسون، لم تتلوث في كواليس عالم السياسة ودهاليزه. وإنْ قد يعكس الانطباع الأول عنها شخصية غير دافئة، وغير اجتماعية، إلا أن من عاشروها عن قرب يقولون إنها سيدة متواضعة، طيبة، أنيقة المظهر، لا ينقصها من عالم الموضة إلا تحسين خياراتها فيما تنتعل من أحذية، فغالباً ما تلفت الانتباه، بحبها لبس أحذية عالية الكعب، غريبة الشكل والألوان، إلى درجة أن صورتها باتت تقترن في أذهان بعضهم بـ "الكعب العالي"، وأحذية "جلد النمر" أو "جلد الأفعى". وقد علق أحد السياسيين الظرفاء على ذلك بالقول "من لا يرى الصرامة والحزم في وجهها يراهما في حذائها المكسو بجلد أسد أو تمساح".
عادة ما يقارنها زملاؤها من السياسيين والنواب بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فهي صارمة وجادّة ومثابرة في عملها، ويُمكن الاعتماد عليها في ركوب الأمواج العالية. ويقول آخرون إنها لا تحب الثرثرة مثل معظم النساء أو أغلب السياسيين. وهي انطوائية، لا تميل إلى الظهور في المناسبات العامة، ولا تحب الاستعراض في وسائل الإعلام، وهذا ما يجعل شخصيتها غامضة، ويُفسّر قدرتها على حمل حقيبة وزارة الداخلية ست سنوات (2010- 2016)، شهدت فيها بريطانيا تحديات أمنية كثيرة غير مسبوقة.
يقول المقربون منها إنها لا تمنح ثقتها للآخرين بسهولة، وإن فعلت فهي مخلصة في ولائها، كما أنها تهتم بالعاملين معها، وتحرص على السؤال عن أحوال عائلاتهم، خصوصا أنها، وزوجها فيليب، لم ينجبا أبناء، كما أنها ترعرعت في عائلةٍ بلا أشقاء، وربما هذا ما يعزّز ميلها إلى العزلة، وعزوفها عن حفلات الشواء السياسي التي يغرق فيها من تنعتهم "أشرار" حزب المحافظين.
على الرغم من نجاتها أخيرا بفارق أصواتٍ هش، يبدو أن أيام عمر تيريزا ماي السياسي باتت معدودة، سيما وأنها لا تملك خيارات كثيرة لحل معضلة "بريكست". ستعود القطة المثخنة بالجراح، يوم الإثنين المقبل، إلى البرلمان، لطرح خطة معدلة للخروج من الإتحاد الأوروبي، تتبنّى فيها بعض ما جاء في نقاشات الأسبوع الماضي، على أن تحمل الصيغة الجديدة إلى جولة جديدة من المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي الذي لا يبدي أي تعاطفٍ معها. وما بين مطرقة الداخل وسندان أوروبا، تبقى أمام ماي أربعة سيناريوهات، أحلاها مُرّ: إعادة التفاوض على الاتفاق النهائي للخروج من الاتحاد، تأجيل خروج بريطانيا إلى ما بعد 29 مارس/ آذار المقبل، وهذا يعني مزيدا من اللااستقرار، أي مزيدا من الخسائر للاقتصاد البريطاني، تنظيم استفتاء جديد من غير المُضمون أن تكون نتيجته لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي. إلغاء "بريكست" نهائياً، وفي ذلك اعتداء صارخ على قيم الديمقراطية، كما يقول من صوّتوا لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي في استفتاء 2016.
وإن كان يحلو لبعضهم وصف تيريزا ماي بالقطة ذات الأرواح السبعة، كما تقول الأسطورة، فلا يُنكر آخرون، وفيهم بعض خصومها، براعتها في السير على الحبال المشدودة، وقدرتها على الانحناء أمام العواصف. وفي السيرة السياسية والشخصية للسيدة ما يُبرهن على قدراتٍ خاصة، إذ يشهد أصدقاؤها الذين يحبونها، وخصومها الذين يقدّرونها، بأنها سياسيةٌ ناضجةٌ وجادّة، تتمتع بحكمةٍ وخبرةٍ كبيرتين، ولا ينقصها الدهاء السياسي. يقول القريبون منها إنها واضحة، ونظيفة. وعلى عكس سياسيين بارزين، أمثال ديفيد كاميرون، وتوني بلير، وبوريس جونسون، لم تتلوث في كواليس عالم السياسة ودهاليزه. وإنْ قد يعكس الانطباع الأول عنها شخصية غير دافئة، وغير اجتماعية، إلا أن من عاشروها عن قرب يقولون إنها سيدة متواضعة، طيبة، أنيقة المظهر، لا ينقصها من عالم الموضة إلا تحسين خياراتها فيما تنتعل من أحذية، فغالباً ما تلفت الانتباه، بحبها لبس أحذية عالية الكعب، غريبة الشكل والألوان، إلى درجة أن صورتها باتت تقترن في أذهان بعضهم بـ "الكعب العالي"، وأحذية "جلد النمر" أو "جلد الأفعى". وقد علق أحد السياسيين الظرفاء على ذلك بالقول "من لا يرى الصرامة والحزم في وجهها يراهما في حذائها المكسو بجلد أسد أو تمساح".
عادة ما يقارنها زملاؤها من السياسيين والنواب بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فهي صارمة وجادّة ومثابرة في عملها، ويُمكن الاعتماد عليها في ركوب الأمواج العالية. ويقول آخرون إنها لا تحب الثرثرة مثل معظم النساء أو أغلب السياسيين. وهي انطوائية، لا تميل إلى الظهور في المناسبات العامة، ولا تحب الاستعراض في وسائل الإعلام، وهذا ما يجعل شخصيتها غامضة، ويُفسّر قدرتها على حمل حقيبة وزارة الداخلية ست سنوات (2010- 2016)، شهدت فيها بريطانيا تحديات أمنية كثيرة غير مسبوقة.
يقول المقربون منها إنها لا تمنح ثقتها للآخرين بسهولة، وإن فعلت فهي مخلصة في ولائها، كما أنها تهتم بالعاملين معها، وتحرص على السؤال عن أحوال عائلاتهم، خصوصا أنها، وزوجها فيليب، لم ينجبا أبناء، كما أنها ترعرعت في عائلةٍ بلا أشقاء، وربما هذا ما يعزّز ميلها إلى العزلة، وعزوفها عن حفلات الشواء السياسي التي يغرق فيها من تنعتهم "أشرار" حزب المحافظين.
على الرغم من نجاتها أخيرا بفارق أصواتٍ هش، يبدو أن أيام عمر تيريزا ماي السياسي باتت معدودة، سيما وأنها لا تملك خيارات كثيرة لحل معضلة "بريكست". ستعود القطة المثخنة بالجراح، يوم الإثنين المقبل، إلى البرلمان، لطرح خطة معدلة للخروج من الإتحاد الأوروبي، تتبنّى فيها بعض ما جاء في نقاشات الأسبوع الماضي، على أن تحمل الصيغة الجديدة إلى جولة جديدة من المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي الذي لا يبدي أي تعاطفٍ معها. وما بين مطرقة الداخل وسندان أوروبا، تبقى أمام ماي أربعة سيناريوهات، أحلاها مُرّ: إعادة التفاوض على الاتفاق النهائي للخروج من الاتحاد، تأجيل خروج بريطانيا إلى ما بعد 29 مارس/ آذار المقبل، وهذا يعني مزيدا من اللااستقرار، أي مزيدا من الخسائر للاقتصاد البريطاني، تنظيم استفتاء جديد من غير المُضمون أن تكون نتيجته لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي. إلغاء "بريكست" نهائياً، وفي ذلك اعتداء صارخ على قيم الديمقراطية، كما يقول من صوّتوا لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبي في استفتاء 2016.