القضية الفلسطينية ويوسف الصديق

17 يونيو 2017
+ الخط -
دعوني أتغزل بفلسطين، بأرض العشق الأبدي، والطهر والبركة والقداسة، بأولى القبلتين وموطئ الأنبياء والصالحين. كم أنتِ جميلة وبهية يا فلسطين؟ وكم أنتِ حزينة ومقهورة ومغدورة من أقرب المقربين؟
كلما أسمع كلمة فلسطين والقضية الفلسطينية أتذكر نبي الله يوسف وقصته الحزينة والمفرحة في آن. لقد ميَّز الله النبي يوسف بالجمال والبراءة والفطنة وكان لا يشبه أخوته الأحد عشر إلا بالدم، فراحو يكيدون له المكائد إلى أن رموه في بئر عميق وتخلّصوا منه، ولكن الله لم يتركه فقد ابتلاه ليرفع من شأنه. النبي يوسف الذي نجاه الله من البئر جعله الآمر الناهي على أرض مصر وجعله عبرة لكل مختال فخور ومصدر قوة وإيمان لكلّ مقهور ومظلوم، فالله يأتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعزّ من يشاء ويذل من يشاء.
لا تختلف قصة النبي يوسف، بمضمونها وفحواها، عن قصة فلسطين، فالأرض السمراء هي مركز الجمال والحسن والطهر لهذا كانت أعين الجميع مصوبة دائماً تجاهها. لفلسطين أحد وعشرون أختاً، كل أخت تتباهى على الأخرى بأموالها وثرواتها وعلاقاتها الخارجية، وتغرق الدول الكبرى بالأموال إرضاء وطاعة لها.
ولكن وبكل حزن وأسف أتى ذئب من بلاد بعيدة واختار أن يفترس أختهم الحسناء (فلسطين)، ظلّت فلسطين تقاوم منذ العام 1948 إلى يومنا هذا، وطوال تلك الفترة كانت أخواتها منشغلة بكيفية التلذّذ بأموالها وتحسين نوعية الحياة لديها وبناء القصور وناطحات السحاب وشراء الأسلحة الفتاكة ليس نصرة لأختهم المظلومة إنما للقضاء على بعضهم البعض وتدميراً للحجر والبشر، وقد حصل الطلاق الرسمي مع مفهوم الأخوة عندما تمَّ إقامة العلاقات الدبلوماسية مع من اعتدى على فلسطين.
بعد مرور فترة طويلة، تغيرت الأحوال، وأصبح النبي يوسف هو العزيز وأخوته هم الأذلاء وقد خرّوا له ساجدين. وبما أنّ فلسطين تسير على خطى النبي يوسف فإن الله بالتأكيد سيعيد الحق إلى أصحابه ويعز فلسطين ويذل كل من تخاذل ونظر نظرة المتهكم أو الغير مبالي.
لن ينسى التاريخ وقوف دول غريبة ليس لها علاقة بالعرب إلى جانب الفلسطينيين والقضية الفلسطينية. التاريخ لن يسجل كم من الأموال جنيتم أو كم من القصور بنيتم، التاريخ مواقف تتخذ ولا مكان فيه للضعفاء.
501A9E68-8C18-4C80-BA7E-865C6A9550D1
501A9E68-8C18-4C80-BA7E-865C6A9550D1
محمد زريق (لبنان)
محمد زريق (لبنان)