أعلنت هيئة المحلفين في المحكمة الخاصة بالصحف المطبوعة الإيرانية إدانة صحيفة "إيران" قضائياً، وأعلن أمين الهيئة، علي أكبر كسائيان، أن هذا القرار صدر بحق الصحيفة، مع الموافقة على أنها تستحق التخفيف في الأحكام.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن كسائيان قوله، اليوم الأحد، إن هذا الأمر جاء عقب تقديم شكوى بحق صحيفة "إيران" المقربة من الحكومة، إذ تم اتهامها بـ"نشر أخبار وتقارير تخالف الواقع، فضلاً عن ترويجها للإشاعات".
وأكد كسائيان صدور قرار آخر مماثل بحق موقع "روز نو" الإخباري، إذ تمت إدانته قضائياً مع الموافقة على تخفيف الأحكام، للأسباب المذكورة سابقاً نفسها.
الجدير بالذكر أن هذه الصحيفة تابعة لمؤسسة "إيران" الحكومية، وتشمل عدداً من الصحف والمواقع الناطقة باسم الحكومة، وتتغير سياساتها بتغير الرئيس في إيران، وتعدّ في الوقت الراهن اللسان الناطق باسم حكومة الاعتدال، برئاسة حسن روحاني.
وقد تقدم النائب السابق في البرلمان وصاحب ترخيص "وطن امروز"، مهرداد بذرباش، بشكوى بحق صحيفة "إيران"، بعد نشرها مقالاً حول حصوله على مستحقات مالية مهولة، حين كان مديراً لشركة "سايبا" للسيارات.
وكانت "وطن امروز" المحافظة قد نشرت بياناً أفادت فيه أنها لن تصدر طبعتها ليوم واحد في حينه، مبررة ارتباط الأمر بأحد المسؤولين الحكوميين، من دون تقديم توضيحات أكثر، وذلك في يوليو/تموز الماضي.
وتبادلت المواقع الإيرانية الرسمية الخبر، لأن "وطن امروز" من أهم الصحف المحافظة وأشدها انتقاداً لحكومة الاعتدال الحالية، وتوقع بعضها ارتباط الأمر بديون متراكمة على هذه المؤسسة، وهي الديون المستحقة لمؤسسة "إيران" منذ سنوات، حين كان المحافظ، محمود أحمدي نجاد، في سدة الرئاسة.
وذكر موقع "افتاب نيوز"، نقلاً عن مسؤول في مكتب العلاقات العامة في مؤسسة "إيران" الإعلامية الحكومية، أن "وطن امروز" كانت داعمة للحكومة السابقة خلال الدورتين الرئاسيتين لأحمدي نجاد، وكانت تطبع نسخها على حساب مؤسسة "إيران"، وتستفيد من إمكانياتها ومن موازنتها كافة.
وبعد تغير الحكومة وتولي روحاني للرئاسة، تغيرت الإدارة في مؤسسة "إيران" التي تصدر صحيفتي "إيران" و "الوفاق"، وتشرف على وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، وأوقف التعامل مع "وطن امروز" بعدها.
يذكر أن "وطن امروز" حصلت على ترخيص إصدارها للمرة الأولى في عام 2005، لتكون الصحيفة الثانية بعد "خورشيد" الداعمة للتيار النجادي في إيران، بينما تم تأسيس مؤسسة "إيران" قبل ذلك بسنوات طويلة.
قبل عامين تقريباً، أعلنت هيئة الإشراف على الصحف عن إحالة صحيفة "وطن امروز" إلى المحاكمة بسبب نشرها لكاريكاتور يسيء للرئاسة، بالإضافة لنشرها لمقال يسيء للملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، تحت عنوان "خبر وفاته"، واعتبرت الحكومة الإيرانية أن ما نشر يتناقض والسياسة التي كانت متبعة آنذاك مع الدول المجاورة، ما يتناقض والمصالح القومية.