القضاء الفرنسي يفتح تحقيقاً بشأن حليب الأطفال الملوث... ودول عربية تحظره

28 ديسمبر 2017
تلوث الحليب أصاب نحو 30 طفلاً (توماس تروتشيل)
+ الخط -


فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً أولياً بشأن حليب الأطفال الملوث بالسالمونيلا، الذي كان ضحيته قبل أسابيع، ما يقرب من ثلاثين رضيعاً في فرنسا، والذي تم على أثره سحب مئات الشحنات من هذا الحليب من الأسواق، وتوقف المصنع عن العمل.

وتعود القضية إلى مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول، حين أعلنت وزارة الصحة الفرنسية وإدارة المنافسة والاستهلاك عن سحب شحنات من حليب شركة "لاكتاليس" من الأسواق، ومطالبة من اشتراها بضرورة إعادتها للبائع، خشية تلوثها بالسالمونيلا، وتم تحديد حليب بيكوت، وبيبتي، وميلوميل.

وسحبت لاكتاليس، التي تأسست سنة 1933 وتعتبر أكبر شركة إنتاج حليب في العالم، 625 شحنة من هذا الحليب الملوث، قبل أن تعلن يوم 21 ديسمبر، عن سحب مجموع المنتجات الغذائية الخاصة بالأطفال التي أنتجت أو تمت تعبئتها وتعليبها منذ 15 فبراير/شباط 2017.
وقالت ميشيل ناليت، المتحدثة باسم "لاكتاليس"، إن الكميات المسحوبة من الأسواق تقدر بسبعة آلاف طن، ومن المحتمل أن تكون ملوثة، كما لا يمكن تحديد الكميات التي استعملت من هذه المنتجات.

ومنذ 20 ديسمبر، أحصت سلطة مراقبة الصحة العمومية في فرنسا، 35 رضيعاً مصاباً بالسالمونيلا، نقل 16 منهم إلى المستشفى، وهو رقم مرتفع بشكل استثنائي، ما دفع السلطات إلى الحديث عن "وباء"، رغم أن الرضّع استعادوا جميعا صحتهم.

وبعد ما يقرب من 20 يوماً على المطالبة بسحب المنتج من الأسواق، فتح تحقيق قضائي في تهم تعريض حياة الآخرين للخطر، والغش المؤدي إلى خطر على صحة الإنسان، اعتمادا على تقديم بعض الأسر الفرنسية شكاوى ضد لاكتاليس، وضد الصيدليات التي تسوق منتجاتها.

واعترفت "لاكتاليس" بأن بعض أعمال الصيانة التي جرت في المصنع خلال النصف الأول من سنة 2017، كانت السبب في التلوث، ليتوقف إنتاج المصنع يوم 8 ديسمبر من أجل إنجاز عملية تنظيف، وفي 9 ديسمبر صدر قرار يربط إعادة نشاط المصنع بتنفيذ إجراءات تصحيح، وهو ما لن يكون ممكنا قبل شهر فبراير/ شباط القادم.

وتعرّض المصنع سنة 2005 لتلوث بالسالمونيلا، وكان الضحايا حينها 35 رضيعا، وكانت ماركة الحليب الملوث هي إحدى الماركات المسحوبة حاليا، وهي بيكوت.

وتنبهت بعض الدول العربية إلى القضية، ومنها تونس، التي بادرت إلى إصدار بيان يؤكد إجراءها لتحقيق حول دفعات الحليب، وثبت وجود الأنواع الثلاثة من حليب الرضع المشتبه في تلوثه بين الدفعات التي وصلت إلى تونس، لكنها وصلت في فترات سابقة لتلك المحددة للحليب الملوث.

وحظرت وزارة الصحة المغربية حليب الأطفال الفرنسي كإجراء احترازي، وقالت الوزارة في بيان، إنها طالبت الشركة التي تسوّق المنتوجات الفرنسية في المغرب، بسحبها فورا من السوق.

كما قامت الجزائر بسحب جميع منتوجات لاكتاليس، وأوضحت أن السحب عمليّة احترازية، مبرزة أن التّحاليل التي أجريت في المخبر البيطري أثبتت صحة المنتوجات الموجودة في السوق الجزائري.​

كما قررت وزارة الصحة اللبنانية سحب حليب أطفال فرنسي من الأسواق بناء على اشتباه بتلوث بعض عبوات الحليب بجرثومة السالمونيلا، وتصدير قسم منها إلى أكثر من دولة، بينها لبنان.

دلالات
المساهمون