القرم... نقطة الصدام بين الشرق والغرب

10 مارس 2014
+ الخط -

انشدّتْ أنظار العالم منذ هروب رئيس أوكرانيا السابق، فيكتور يانوكوفيتش، إلى إقليم شبه جزيرة أوكرانيا الواقع على البحر الأسود، خصوصا مع دخول قوات روسية إلى هناك قبل نحو أسبوعين، وفيما ينظر إلى أزمة الإقليم على أنها النقطة الأكثر سخونة للصدام بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، زاد الاهتمام بهذا الإقليم الذي ترسو في موانئه أكبر أساطيل روسيا البحرية ونقطة انطلاقها نحو المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط. وفي ما يلي أهم الحقائق عن الإقليم:

 

التاريخ

في أواخر القرن الثامن عشر، ضمت الامبراطورة كاثرين شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود في جنوب أوكرانيا، إلى الامبراطورية الروسية مع بقية أراضي أوكرانيا. وسرعان ما تأسست القاعدة البحرية الروسية في البحر الأسود في سيفاستوبول في أعقاب ذلك.

وسقط أكثر من نصف مليون قتيل في حرب القرم بين عامي 1853 و1856 بين روسيا والامبراطورية العثمانية التي كانت تحظى بتأييد بريطانيا وفرنسا. وأعادت هذه الحرب تشكيل أوروبا ومهدت الطريق للحرب العالمية الأولى.

وفي عام 1921 أصبحت شبه الجزيرة جزءاً من الاتحاد السوفييتي، وكان أغلب سكانها في ذلك الوقت من التتار المسلمين. وقام الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين، في نهاية الحرب العالمية الثانية بترحيل التتار بأعداد كبيرة بدعوى تعاونهم مع النازي.

وأصبحت القرم جزءاً من روسيا داخل الاتحاد السوفييتي حتى عام 1954 عندما تنازل عنها الزعيم الراحل نيكيتا خروشوف، أوكراني الأصل، وخليفة ستالين، لأوكرانيا إحدى الجمهوريات السوفييتية.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 حدثت بعض المشاحنات السياسية بين موسكو وكييف حول وضع القرم.

 

الأهمية العسكرية

تمنح قاعدة البحر الأسود في سيفاستوبول موسكو منفذا على البحر المتوسط، كما أن المنطقة قاعدة للأسطول الأوكراني الذي تألف من بعض وحدات الاسطول السوفييتي مثل أسطول روسيا.

وتستأجر روسيا القاعدة في سيفاستوبول من أوكرانيا، وتم عام 2010 إبرام اتفاق جديد يهدف إلى استمرار الوضع الحالي حتى عام 2042، وذلك مقابل تخفيضات في أسعار إمدادات الغاز الروسية.

وفرضت الحكومة الأوكرانية قيودا في إطار الاتفاق، ومنذ ذلك الحين عززت روسيا ميناء نوفوروسيسك المطل أيضا على البحر الأسود ليستوعب سفنا حربية.

 

الجغرافيا

تتصل شبه الجزيرة الجبلية ببقية أوكرانيا عن طريق شريط ضيق من الارض في شمال القرم. وإلى الشرق يفصلها عن روسيا مضيق كيرش. وتنوي روسيا بناء جسر عبر المضيق.

وتبلغ مساحة القرم 27 ألف كيلومتر مربع وتقل قليلا عن مساحة بلجيكا. والقرم هي المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي تتمتع رسميا بالحكم الذاتي وعاصمتها سيمفروبول. ولسيفاستوبول وضع خاص في أوكرانيا.

 

السكان

يبلغ عدد سكان الإقليم حوالي مليوني نسمة. وقد أظهر إحصاء سكاني عام 2001 أن نحو 58 في المائة من السكان من أصول روسية، و24 في المائة من أصل أوكراني، و12 في المائة من التتار الذين يؤيدون الحكومة الجديدة المؤيدة للغرب في كييف.

 

الاقتصاد

يجعل المناخ المعتدل في القرم من شبه الجزيرة مقصدا سياحيا محببا للأوكرانيين والروس خصوصا يالطا، حيث التقى السوفييت والامريكيون والبريطانيون بوصفهم المنتصرين في الحرب العالمية الثانية في 1945 لبحث مستقبل أوروبا.

وتساهم شبه الجزيرة بنسبة ثلاثة في المائة في الناتج المحلي الاجمالي لأوكرانيا وتمثل الخدمات 60 في المائة من ناتجها المحلي. وأراضيها الزراعية خصبة وأهم المحاصيل التي تزرع فيها القمح والذرة ودوار الشمس. وتحصل على احتياجاتها الاضافية من المياه عن طريق قناة متفرعة من نهر دنيبر الأوكراني.

وتوجد مصانع للكيماويات كما يستخرج خام الحديد من كيرش. ولأوكرانيا مرفآن لتصدير الحبوب في القرم في كيرش وسيفاستوبول. وتقول مؤسسة أوكرآجروكونسلت إن المرفأين صدرا 1.6 مليون طن من الحبوب هذا الموسم أي 6.6 في المائة من إجمالي صادرات أوكرانيا.

المساهمون