القدس: مسرحية اسمها "المسرح الوطني"

07 نوفمبر 2014
من اعتصام للمسرحيين أمام "الحكواتي"، أيلول/ سبتمبر 2009
+ الخط -

منذ سنوات والضجيج القادم من جهة "المسرح الوطني الفلسطيني - الحكواتي" في القدس، لا ينقطع. ضجيج سببه صراعات داخلية بين فنانين وكُتّاب وتنظيمات وعشائر - بالأحرى محاصصين. هذه الصراعات، بين مَن يفترض بهم أن يكونوا وجوه المسرح و"أهله" في المدينة المحتلة، لا تمت إلى الفنّ والخشبة بشيء، بل يمكن اختزالها في أنها معارك على وظيفة هنا ومنصبٍ هناك ككثير مما يجري في "المشهد المؤسساتي" للمدينة المحتلة.

قبل عشرة أيام ضجّ الشارع المقدسي بخبر تزييف جمعية استيطانية لوثائق ملكية مبنى "المسرح الوطني الفلسطيني" (الحكواتي) ومبنى النزهة المجاور له، وحسب المعطيات وتصريحات محامي العائلة المالكة للمبنى فإن عملية إحباط محاولة الاحتيال جارية الآن.

هذه الحادثة تدعونا للتذكير بالسؤال الجوهري؛ أين المسرح من القدس؟ وهل هناك مشهد مسرحي في القدس؟ كمّ من الأموال جُنِّدت لـ "ترميم المسرح الوطني" و"إنقاذ المسرح الوطني" منذ بداية التسعينات، مروراً بحفلة "القدس عاصمة الثقافة 2009" إلى اليوم، وماذا تغيَّر على المسرح؟ ما هي أخبار إنتاجاته في السنوات الأخيرة؟ وما أخبار العاملين؟ وفي ماذا تستعمل "البروجيكتورات"؟

مأساة "المسرح" في القدس أنه بخيل، المسرح المرتبط بالعطاء صار شبحاً نتناً، انعكس ذلك على إنتاجاته الشحيحة جداً خلال السنوات العشر الأخيرة، حتى نفَر الجمهور وكل من يحب الفن. أي مسرح هذا الذي تقسم فيه الحصص و"المناصب" بناء على اعتبارات حزبيّة وعشائرية؟

عبثاً نطلب المسرح، عبثاً نطلب أن نُستقبل بوجوه مبتسمة، أن يرحّب بنا قبل أن نُسأل عن ميزانيتنا والجهة التي تموِّلنا، لا تضعوا علم أمريكا على بوستر لعرض أطفال حرصاً عليهم فقط.

خشبة المسرح المنذورة لتأجيرها للقنصليات والمؤسسات الأجنبية؛ ألا نستحقها يوماً واحداً في السنة؟ دعونا نغيّر مقولة أن تحرير فلسطين أهون من إصلاح "المسرح الوطني" في القدس. ألا تكفي قفزة فرانسوا أبو سالم –مؤسس المسرح - من الطابق السادس؟ ألا يلاحقكم في كوابيسكم بعد أن يضع أنفه الأحمر؟ ألا تشعرون بالخجل/ الخزي منه؟ هل نطلب مسرحاً في القدس؟ هل يُطلب المسرح أصلاً؟

* مسرحي من القدس

دلالات
المساهمون