ثمة من يرى أن المعرفة التي قدمتها هذه الأسماء غلب عليها الجانب الأيديولوجي أكثر من الفلسفي، وهناك من يعتبر أن القول بوجود فلسفة جزائرية بحتة أمرٌ ليس ممكناً، نظراً للتأثر الكبير بالمرجعيات الغربية والثقافة والأكاديميا الأوروبية عموماً، والفرنسية بشكل خاص.
سيكون هذا الافتراض إلى جانب نتاج هؤلاء المفكرين وغيرهم موضع مناقشة ملتقى "الفكر الفلسفي المعاصر في الجزائر: الواقع والآفاق"، الذي ينطلق غداً في "المدرسة العليا للأساتذة - بوزريعة" بالجزائر، ويتواصل ليومين.
يطرح المنظمون، بشكل أساسي، سؤالاً حول إن كان ثمة فكر فلسفي معاصر في الجزائر، ومن هذا السؤال تتفرع محاور الندوات التي ستناقش الفكر الفلسفي الجزائري، وأعلام هذا الفكر، وتياراتهم واتجاهاتهم، إلى جانب تناول العوائق التي تقف في وجه تطور هذا الفكر وكيف يمكن تجاوزها، كما يحاول المشاركون تحديد قيمة الفكر الفلسفي الجزائري في السياق العربي والإسلامي وتأثيره، ثم النظر في واقع هذا الفكر اليوم وآفاقه.
الأوراق المقدمة ستناقش أيضاً ظروف نشأة الفلسفة ومواطن القوة والضعف فيها، وإن كان من الممكن القول إن هناك تيارات فلسفية في الجزائر، وإن كان مستوى وعي اﻷفراد والجماعات والمؤسسات اﻻجتماعية المختلفة يساعد على التفلسف ويسمح به، وفقاً لبيان الملتقى.
يسعى المشاركون من خلال تأمل الوجوه المختلفة لما قدمه مفكرون جزائريون، إلى رسم خارطة لطبيعة هذا الخطاب الفلسفي، سواء أكان ذلك داخل المؤسسة الأكاديمية أو خارجها، وتشخيصه، بحسب القائمين عليه، كما يحاول الباحثون "ربط الفلسفة بالمحيط اﻻجتماعي ومعالجة قضايا الفرد والمجتمع على حد سواء وإيصال صوتها إليه".
من أبرز المشاركين أساتذة الفلسفة والباحثين: عليش لعموري، وطيبي مسعود ومحمود يعقوبي وعبد القادر بليمان ويمينة تشيكو وحياة بن بوزيد.