الفلسطينية عبير حرب.. شغف بالرياضة وطموح إلى العالمية

09 يونيو 2016
تسعى الشابة إلى مزيد من الإنجازات(Getty)
+ الخط -

لا تقتصر الرياضة بمختلف أنواعها على الرجال فقط، ولا هي رهينة عمر محدد، كونها ترتبط بطاقة من يحبها ويمارسها بشكل دائم ومستمر، وكذلك شأن الشابة الفلسطينية عبير حرب (21 عاماً) التي حقّقت بسنها الصغير إنجازات كبيرة وعالمية دفعتها للمضي قدماً باتجاه تطوير موهبتها.

"عبير" وهي من سكان مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، تربت وترعرعت على حب كرة القدم، تقول لـ"العربي الجديد": "كنت ألعب منذ صغري كرة القدم في الحارة مع أصدقائي الأطفال من أبناء الجيران" وكانت بشغفها وبحيويتها وحبها كرة القدم لا تمل من اللعب، ولو كان بإمكانها أن تلعب طوال اليوم لما رفضت، حسب تعبيرها.

استمرت الشابة في ممارسة الرياضة، وطورت هوايتها من خلال الالتحاق بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وعمرها لا يتجاوز الـ 14، كما خضعت لاختبارات في (فيفا)، وتمكنت من تحقيق نتائج عالية، جعلتها تحرز لقب أصغر حكم دولي في كرة القدم على مستوى الوطن العربي، وذلك عندما بلغ عمرها السادسة عشرة.

تقول حرب "كان لقب أصغر حكم دولي على مستوى الوطن العربي أول إنجازاتي بحياتي، ولا يمكنني أن أصف هذا الإنجاز، فهو أجمل هدية يمكن أن أحصل عليها، وكان له دور كبير في أن يجعلني أستمر في الرياضة وأن أمضي نحو نجاحات جديدة وكبيرة".

تخرجت حرب من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، نهاية العام الدراسي الحالي، بعد أن أنهت البكالوريا في تخصص الرياضة، مشيرة إلى أن دراستها كانت مصدر دعم وتشجيع دائم على أن تكمل طريقها حتى تحقيق أحلامها وأهدافها، إضافة إلى كونها تدرس الدبلوم العالي في جامعة بيرزيت وجامعة سايس السويسرية في ذات المجال.

تطمح الفلسطينية إلى إنجازات عالمية


ولا تنكر الشابة دور أسرتها، فهي المشجع الأول والأقوى لها، فقد منحوها الحرية الكاملة في أن تسعى نحو حلمها، وأن تسير في الطريق التي تراها مناسبة، كذلك صديقاتها اللواتي وفرن لها أجواء حماسية وتشجيعية في كل مسابقة وتجربة تخوضها، وتابعن نجاحاتها بعين الحب والدعم، إضافة إلى الإرادة الصلبة والعزيمة الوقادة التي تمتلكها "عبير حرب" في الوصول إلى ما تتطلع إليه.

ركوب الخيل والسباحة وكرة القدم أكثر الرياضات المفضلة لدى الشابة الفلسطينية، علماً أنها تُعتبر وبعد اكتساب العديد من الخبرات في مجال تخصصها، حكم ومدربة ومنقذة سباحة على مستوى دولي، كما أنها حكم ولاعبة كرة قدم أيضاً على المستوى الدولي.

كانت بداياتها تقتصر على تحكيم مباريات كرة القدم، وبعد ذلك انتقلت إلى اللعب في الأندية المحلية بالضفة الغربية، وقد لعبت مع نادي ثقافي طولكرم ونادي شابات طولكرم، ومن ثم مع فريق شابات مرج بن عامر بمدينة جنين، وحالياً تلعب "حرب" مع فريق شابات العاصمة بمدينة القدس المحتلة.

ولهذه الرياضية الشابة مشاركات عديدة في بطولات دولية، منها فرنسا وألمانيا والدنمارك والأردن، وتسعى أن توصل صوت فلسطين من خلال التحاقها بالبطولات الدولية، حيث يرافقها علم بلادها الذي رفعته في كل البطولات والدورات التي حضرتها، بحسب ما قالت.

تأمل "حرب" أن تكمل تعليمها في مجال الرياضة إلى أن تصل أهدافها وأحلامها التي رسمتها منذ أن أحبت هذا المجال، إذ تقول: "آمل أن أكمل دراستي في مجال الإدارة الرياضية، وأن أدخل تخصص التسويق الرياضي، فهو تخصص جديد ولم يلتحق به أحد في فلسطين بعدُ، إضافة إلى الاستمرار بالمشاركة في البطولات الدولية وتطوير مهاراتي الرياضية.

وتضيف حرب: "عديدة هي الطرق التي يمكن للفلسطينيين أن يوصلوا بها أصواتهم للعالم، وكانت للرياضة بصمة خاصة استطاع من خلالها العديد من الرياضيين الفلسطينيين أن يرفعوا علم بلادهم أمام مئات الآلاف من الجماهير على مستوى العالم، فلغة الرياضة ليست مقتصرة على أحد، وكل الناس بمختلف ألوانهم وأجناسهم يفهمونها ويعرفونها جيداً"، وهذا هو المسار الذي بدأته عبير حرب منذ صغرها، وقررت مواصلته بتحقيق إنجازات ترفع بها رأس وطن يعاني من وطأة احتلال منذ زمن طويل.