الفصائل السورية تحتوي محتجّي غوطة دمشق

04 يوليو 2015
مقاتلون من المعارضة في الغوطة (عمار البوشي/الأناضول)
+ الخط -
تميّزت الإجراءات التي اتخذتها قيادة قوات المعارضة السورية التي تسيطر على غوطة دمشق الشرقية أخيراً بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدن وبلدات الغوطة بالتماهي مع المطالب التي نادى بها المتظاهرون، والتي تمثّلت بإطلاق سراح المعتقلين في سجون قوات المعارضة من المتهمين بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم "جيش الأمة"، والذي قامت قوات المعارضة في غوطة دمشق بحلّه بعد اعتقال قياداته والسيطرة على مقراته.


اقرأ أيضاً: بذور ثورة جياع في الغوطة الشرقية لدمشق

وأصدر جهاز القضاء الموحد التابع مباشرة للقيادة الموحدة لقوات المعارضة في غوطة دمشق الشرقية قبل يومين قراراً يقضي فيه بإخلاء سبيل 65 شخصاً من الموقوفين في سجون قوات المعارضة من عناصر "جيش الأمة"، وجاء في نص القرار الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه أن "بعد اطلاعنا في المجلس القضائي على ملفات جيش الأمة المحالة إلينا من قِبَل جيش الإسلام وسماع أقوال الموقوفين ولما كان فيها من القضايا ما يمكن فيه إخلاء السبيل فقد تقرر إخلاء سبيل كل من الأسماء الواردة في البيان". 

وترافق هذا القرار مع مرسوم عفو، أصدره القائد العام للقيادة الموحدة لقوات المعارضة في الغوطة الشرقية، زهران علوش، بعد عودته إلى غوطة دمشق، منح فيه عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل بداية الشهر الحالي لمرتكبي جميع الجرائم الجنائية والجنحية والمخالفات باستثناء المتعاملين مع النظام السوري والتابعين لتنظيم "داعش" وجرائم القتل العمد وجرائم اللواط والتزوير. وأمهل المرسوم الموقع من قائد القيادة الموحدة في غوطة دمشق الشرقية إدارة السجون التابعة لقوات المعارضة ثلاثة أيام لتنفيذ مضمونه وإطلاق سراح المسجونين المشمولين بالعفو في السجون التي تديرها قوات المعارضة.

وجاء هذا المرسوم بعد يوم واحد فقط من عودة علوش إلى الغوطة الشرقية، بعد جولة واسعة قام بها منذ أبريل/نيسان الماضي شملت تركيا والأردن ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

ونشر الحساب الرسمي لـ"جيش الإسلام" عبر موقع على "تويتر" صورة لزهران علوش إلى جانب قيادات في "جيش الإسلام"، مشيراً إلى أن هذه الصورة كانت في اجتماع غداة عودة قائد الجيش إلى الغوطة، وجه من خلاله كلمات ورسائل إلى كافة الفصائل السورية وسيقوم المكتب الإعلامي بنشرها في وقت قريب.

وتخللت اليوم الأول من الاحتجاجات المسائية المستمرة ضد قوات المعارضة في مدن وبلدات مسرابا وحمورية ومديرا وجسرين ودوما وغيرها في غوطة دمشق الشرقية، عملية إطلاق نار على المتظاهرين في بلدة حمورية قضى فيها أحد المتظاهرين، وهو أحد عناصر "جيش الإسلام" السابقين. واتهم المتظاهرون قوات "فيلق الرحمن"، التابع لقوات المعارضة بإطلاق النار على التظاهرة.

وكان المكتب الإعلامي في جيش الإسلام أكبر فصائل المعارضة المنضوية ضمن القيادة الموحدة في غوطة دمشق الشرقية قد أصدر يوم الثلاثاء تسجيلاً مصوراً باسم "قصاص المظلومين من الخوارج المارقين"، يظهر فيه قيام عناصر "جيش الإسلام" بإعدام عناصر من تنظيم "داعش" بينهم سعودي وكويتي وستة عشر سورياً.

وأوضح في الإصدار أن التنظيم شنّ عمليات عسكرية ضد فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية ولم يقاتل نظام بشار الأسد، مستندًا بذلك إلى اعترافات العناصر الذين لقوا حتفهم في نهاية الإصدار، إضافة إلى تسجيلات مصورة وكلمة لأحد مقاتلي "جيش الإسلام" أكدت مشروعية الحكم الصادر عن المجلس القضائي الموحد في الغوطة الشرقية.

وجاء تنفيذ "جيش الإسلام" لعملية الإعدام ضد عناصر "داعش" ليحسم الجدل الذي أثاره طول فترة اعتقال جيش الإسلام عناصر "داعش"، وذلك بالتوازي مع القرارات الصادرة عن قيادة قوات المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، والتي يتوقع أن تؤدي تدريجياً إلى تخفيف التوتر في الغوطة وإنهاء التظاهرات التي باتت تخرج بشكل يومي في بلدات الغوطة الشرقية، خصوصاً إذا تم إطلاق سراح الموقوفين الذين طالب السكان بإطلاق سراحهم.