لم يدع الفقر للمصريين بديلاً، لمجابهة التحديات التي تحول بينهم وبين احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومشرب، بما يضمن لهم أدنى مستويات الحياة الإنسانية.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تحول المصريون الذين انحدر نحو نصفهم إلى براثن الفقر، إلى الدواجن كبديل غذائي عن اللحوم الحمراء التي لم تعد أسعارها تناسب الغالبية. لكن الارتفاع الكبير في أسعار الدواجن وضعها بين قائمة السلع "الترفيهية" التي لم يعد بإمكان كثيرين شراؤها.
وارتفعت أسعار الدواجن في مصر بأكثر من 30% عما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر، لتسجل نحو 26 جنيهاً (3.5 دولارات) للكيلو غرام. ما دفع جمهوراً كبيراً من المصريين للاستغناء عنها والتوجه إلى الأسماك التي ارتفعت أسعارها بنسبة تزيد عن 20%.
وقال حامد الضمراني، تاجر دجاج بالقاهرة، إن سعر الدجاج الأبيض ارتفع إلى 22 جنيها للكيلو، في حين وصل سعر الدجاج البلدي إلى 26 جنيهاً للكيلو.
وأضاف في حديث مع مراسل العربي الجديد: "هذه الزيادة مجنونة.. الفقراء يلجؤون إلى اللحوم البيضاء عوضا عن اللحم الأحمر الذي ارتفع سعره".
وقال إن الطلب على الدجاج خلال الأسبوعين الماضيين انخفض بأكثر من 20% مع ارتفاع الأسعار.
ويدير الضمراني، ثلاثة محلات لجزارة الدجاج في منطقة دار السلام جنوب القاهرة، كثيفة السكان.
وتتراوح أسعار اللحوم الحمراء بين 70 إلى 77 جنيهاً (9.2 إلى 10 دولارات) للكيلوغرام، في حين يتراوح كيلو السمك البلطي الذي يزيد الطلب عليه بين 13 إلى 16 جنيهاً.
وتحصل الأسرة المكونة من 5 أفراد على 5 كغم من لحوم الدجاج الأبيض أسبوعياً، وفقا للضمراني، الذي أوضح أن هذه الكمية انخفضت إلى 3 كغم أسبوعياً مع ارتفاع أسعار الخضروات والزيت والكهرباء.
وكانت الحكومة المصرية قد رفعت أسعار الكهرباء والمواد البترولية منذ يوليو/تموز الماضي مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسب تتراوح بين 20 إلى 30% وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وعزا الضمراني، الارتفاع في أسعار الدواجن إلى ارتفاع تكلفة النقل والطاقة والتي قل المعروض منها بشكل كبيرة خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى نفوق كبير للدواجن بالمزارع.
وقال: "خلال الشتاء يقل المعروض من اسطوانات البوتاجاز التي يتم استخدامها في عمليات التدفئة، وبلغ سعر اسطوانة البوتاجاز 70 جنيهاً في السوق السوداء، مقابل 8 جنيهات بالسوق الرسمية، ومع قدوم الصيف ترتفع درجة الحرارة مما يضيف صعوبة في التهوية للمزارع وينتج عنه نفوق أعداد كبيرة. أصحاب المزارع بين نارين وخسروا كثيراً خلال الموسم الماضي".
وإلى جانب مشكلة الطاقة، يقول الضمراني، إن ارتفاع سعر الأعلاف سبب رئيسي في ارتفاع سعر اللحوم البيضاء. حيث وصل سعر طن العلف إلى 3800 جنيه للطن مع ارتفاع سعر الدولار وعدم القدرة على توفيره.
ووفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، جهاز حكومي، فإن استهلاك مصر في غير المواسم من الأعياد وخلال شهر رمضان، يصل إلى 1.5 مليون دجاجة شهرياً، في حين يتجاوز 2.2 مليون دجاجة خلال موسم شهر رمضان.
ويتخوف الضمراني، من ارتفاع سعر الكيلو خلال رمضان المقبل، قائلاً "أخشى أن يتجاوز الكيلو 25 جنيهاً مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء ونفوق أعداد كبيرة من المزارع".
ويضيف أن التاجر والمزارع يستهدفان الربح، أما المستهلك فيريد أن يحصل على السلعة بثمن مناسب لدخله، لكن الظروف الحالية تحول دون رضاء المستهلك والتاجر والمنتج.
وقال إن غالبية سكان المنطقة من العمال والصناع محدودي الدخل، مما يزيد من صعوبة تلبية احتياجات أسرهم.
وتمر مصر بأزمة طاقة هي الأسوأ منذ عقود، ما يؤثر على صناعة تربية الدواجن.
وقال وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، إن العجز في الكهرباء خلال موسم الصيف سيصل إلى 2500 كيلو وات.
وذكر الضمراني أن مزارع الدجاج تستخدم السولار في توليد الكهرباء وتبريد درجة حرارة المزارع خلال فصول الصيف التي ترتفع فيها درجة الحرارة عن 54 درجة مئوية.
وأضاف أن غالبية المزارع تحصل على السولار من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 5 إلى 6 جنيهات للتر الواحد مقابل 1.80 جنيه للتر المدعوم.
وأشار إلى أن هذه الارتفاعات في تكلفة التشغيل تحد من قدرة المزارع الصغيرة على المنافسة أمام المزارع الكبيرة مما يساهم في المزيد من ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء.
اقرأ أيضا:
مصر تعتزم اقتراض 33 مليار دولار
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تحول المصريون الذين انحدر نحو نصفهم إلى براثن الفقر، إلى الدواجن كبديل غذائي عن اللحوم الحمراء التي لم تعد أسعارها تناسب الغالبية. لكن الارتفاع الكبير في أسعار الدواجن وضعها بين قائمة السلع "الترفيهية" التي لم يعد بإمكان كثيرين شراؤها.
وارتفعت أسعار الدواجن في مصر بأكثر من 30% عما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر، لتسجل نحو 26 جنيهاً (3.5 دولارات) للكيلو غرام. ما دفع جمهوراً كبيراً من المصريين للاستغناء عنها والتوجه إلى الأسماك التي ارتفعت أسعارها بنسبة تزيد عن 20%.
وقال حامد الضمراني، تاجر دجاج بالقاهرة، إن سعر الدجاج الأبيض ارتفع إلى 22 جنيها للكيلو، في حين وصل سعر الدجاج البلدي إلى 26 جنيهاً للكيلو.
وأضاف في حديث مع مراسل العربي الجديد: "هذه الزيادة مجنونة.. الفقراء يلجؤون إلى اللحوم البيضاء عوضا عن اللحم الأحمر الذي ارتفع سعره".
وقال إن الطلب على الدجاج خلال الأسبوعين الماضيين انخفض بأكثر من 20% مع ارتفاع الأسعار.
ويدير الضمراني، ثلاثة محلات لجزارة الدجاج في منطقة دار السلام جنوب القاهرة، كثيفة السكان.
وتتراوح أسعار اللحوم الحمراء بين 70 إلى 77 جنيهاً (9.2 إلى 10 دولارات) للكيلوغرام، في حين يتراوح كيلو السمك البلطي الذي يزيد الطلب عليه بين 13 إلى 16 جنيهاً.
وتحصل الأسرة المكونة من 5 أفراد على 5 كغم من لحوم الدجاج الأبيض أسبوعياً، وفقا للضمراني، الذي أوضح أن هذه الكمية انخفضت إلى 3 كغم أسبوعياً مع ارتفاع أسعار الخضروات والزيت والكهرباء.
وكانت الحكومة المصرية قد رفعت أسعار الكهرباء والمواد البترولية منذ يوليو/تموز الماضي مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسب تتراوح بين 20 إلى 30% وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وعزا الضمراني، الارتفاع في أسعار الدواجن إلى ارتفاع تكلفة النقل والطاقة والتي قل المعروض منها بشكل كبيرة خلال الفترة الأخيرة مما أدى إلى نفوق كبير للدواجن بالمزارع.
وإلى جانب مشكلة الطاقة، يقول الضمراني، إن ارتفاع سعر الأعلاف سبب رئيسي في ارتفاع سعر اللحوم البيضاء. حيث وصل سعر طن العلف إلى 3800 جنيه للطن مع ارتفاع سعر الدولار وعدم القدرة على توفيره.
ووفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، جهاز حكومي، فإن استهلاك مصر في غير المواسم من الأعياد وخلال شهر رمضان، يصل إلى 1.5 مليون دجاجة شهرياً، في حين يتجاوز 2.2 مليون دجاجة خلال موسم شهر رمضان.
ويتخوف الضمراني، من ارتفاع سعر الكيلو خلال رمضان المقبل، قائلاً "أخشى أن يتجاوز الكيلو 25 جنيهاً مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء ونفوق أعداد كبيرة من المزارع".
ويضيف أن التاجر والمزارع يستهدفان الربح، أما المستهلك فيريد أن يحصل على السلعة بثمن مناسب لدخله، لكن الظروف الحالية تحول دون رضاء المستهلك والتاجر والمنتج.
وقال إن غالبية سكان المنطقة من العمال والصناع محدودي الدخل، مما يزيد من صعوبة تلبية احتياجات أسرهم.
وتمر مصر بأزمة طاقة هي الأسوأ منذ عقود، ما يؤثر على صناعة تربية الدواجن.
وقال وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، إن العجز في الكهرباء خلال موسم الصيف سيصل إلى 2500 كيلو وات.
وذكر الضمراني أن مزارع الدجاج تستخدم السولار في توليد الكهرباء وتبريد درجة حرارة المزارع خلال فصول الصيف التي ترتفع فيها درجة الحرارة عن 54 درجة مئوية.
وأضاف أن غالبية المزارع تحصل على السولار من السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 5 إلى 6 جنيهات للتر الواحد مقابل 1.80 جنيه للتر المدعوم.
وأشار إلى أن هذه الارتفاعات في تكلفة التشغيل تحد من قدرة المزارع الصغيرة على المنافسة أمام المزارع الكبيرة مما يساهم في المزيد من ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء.
اقرأ أيضا:
مصر تعتزم اقتراض 33 مليار دولار