الغزيون يتركون منازلهم بما فيها للنجاة بأرواحهم

25 يوليو 2014
آلاف المنازل دمرها الاحتلال في غزة(عبد الحيم خطيب/باسيفيك برس/getty)
+ الخط -
لم يتبق أمام الفلسطينية، ريهام التيان، سوى خمس دقائق لتخرج من منزلها، وإلا فإنها ستدفن حية تحت ركامه، هي وعائلتها، بعد تهديد إسرائيلي بقصفه بالطيران الحربي.

وتلك الدقائق الخمس، التي منحها جيش الاحتلال الإسرائيلي لعائلة التيان، التي تقطن في مدينة غزة، لتخرج من منزلها قبل قصفه وتدميره، لم تكن كافية إلا لينتشل أفراد العائلة الخمسة أرواحهم قبل أن يزهقها صاروخ إسرائيلي قادم.

وتقول التيان لـ"العربي الجديد": "عندما تلقينا اتصالاً من جيش الاحتلال بضرورة إخلاء المنزل خلال أقل من 5 دقائق لأن الطائرات ستقصفه بعد هذه الفترة، بدأت أنادي زوجي وأبنائي وارتديت حجابي، وهربنا جميعا من المنزل، دون أن نحمل معنا شيئاً سوى ملابسنا التي نلبسها".

وتضيف "بعد أقل من 5 دقائق شاهدت منزلي يقصف وكل ذكرياتي معه تموت. المنزل، الذي كان يؤوينا، انهار بشكل تام، وحتى تحويشة عمري ماتت معه(...) لقد تركت صيغتي التي تقدر بـ5000 دولار، بالإضافة إلى قرابة الـ10000 دولار كان زوجي يدخرها".

تدمير آلاف المنازل
حال الفلسطينية، التيان، تكرر خلال العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، مئات المرات.

من جهته، يقول المواطن، جمال رجب، من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، إنه لم يفكر خلال نزوحه وأسرته سوى بالنجاة بأحفاده، ولم يكن مهتماً بالخسائر التي سيمنى بها. ويشير إلى أن الغزّاوي، الذي يقع ضحية العدوان، لا يفكر إلا بإبعاد نفسه عن دائرة الخطر، ولا يهتم بمال ولا بمنزل.

لكن رجب يعود ويقول لـ"العربي الجديد": "يعزّ عليّ ترك منزلي، وأن أراه وقد تعرض للقصف الجزئي. طوال سنوات عملي ادخرت كل شيء من أجل بنائه، والآن أصبح جزءٌ منه مدمَّرَاً. أنا واثق من أننا سنعمره من جديد، ولن يبقى مدمراً، المهم الأرواح".


ودمرت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 1090 منزلاً بشكل كلي، وفق تصريح مفيد الحساينة، وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة التوافق الفلسطينية لـ"العربي الجديد".

ويقول الحساينة: إن "حصيلة حصر أضرار الوحدات السكنية، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، بلغت 1090 وحدة سكنية هدمت بشكل كلي، و18070 وحدة سكنية هدمت بشكل جزئي، منها 994 وحدة سكنية لم تعد صالحة للسكن".

وأشار الحساينة إلى أن قرابة الـ100 منزل تم تدميرها بشكل كامل في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، يوم السبت الماضي. وكانت المدفعية الإسرائيلية قد استهدفت الحيّ بشكل كبير، مما أدى إلى تدمير المائة منزل إلى جانب استشهاد ما يزيد عن 75 فلسطينياً وجرح العشرات.

تشرد 150 ألف فلسطيني
وبالإضافة إلى المنازل، التي تعرضت للقصف بشكل مباشر، فإن آلاف المنازل، الواقعة في المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، تعرضت لأضرار كبيرة جراء العملية البرية الإسرائيلية والقصف المدفعي.

وبلغ عدد الفلسطينيين، الذين تشردوا جراء العملية العسكرية الإسرائيلية، 150 ألف فلسطيني،

بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ويقدر عدد الفلسطينيين، الذين تطلب منهم إخلاء مناطق سكناهم المهددة بالقصف، 225 ألف فلسطيني، بينهم 100 ألف في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، و50 ألفاً في حي الزيتون، جنوبي المدينة، و75 ألفاً في بلدة بيت لاهيا، شمالي القطاع، بحسب إحصائيات سابقة صادرة عن بلديتي غزة وبيت لاهيا.

وكان وزير الاقتصاد، ونائب رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد مصطفى، قد قال في وقت سابق إن حجم الخسائر، التي تكبدها الاقتصاد الفلسطيني بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل مباشر وغير مباشر، بلغت 3 مليارات دولار.

وأوضح مصطفى أن "الناتج المحلي في القطاع معطل بالكامل منذ بداية العملية العسكرية"، مؤكداً أن "العمل لا يزال جارياً على حصر تلك الأضرار، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في قطاع غزة".

المساهمون