العيد كفعل مقاوم

06 يوليو 2016
يخوض اللاجئون فرحة العيد كفعل مقاوم لبؤس حالهم(سامر بويضاني/Getty)
+ الخط -

تكفي نظرة سريعة على عموم الدول العربية في يوم العيد للحكم على شعوبها الفرحين به بـ"الجنون والانفصام عن الواقع الذي تعيشه دولهم الغارقة"، إمّا في دوامة العنف والقتل اليومي أو الواقعة تحت نير أنظمة فاسدة ومستبدة، أو تلك التي يتقاسم السيطرة عليها نظام مجرم وعصابات مجرمة وأخرى تقترب من إعلانها دول فاشلة، ليبادر السؤال: كيف لهؤلاء القدرة على الفرح؟

في سنوات مضت، كانت دعوات مقاطعة طقوس الفرح بالعيد تنطلق فقط تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، خصوصاً عندما يتزامن العيد مع ارتفاع وتيرة آلة القتل الإسرائيلية. وفي كل مرة، كان الفلسطينيون عاملاً أساسياً في إفشال تلك الدعوات حين يسابقون هم أنفسهم مَن ينوي التضامن معهم إلى فرحة العيد، ليكون الفرح بذلك فعلاً مقاوماً يواجهون فيه من يحاولون سلبهم إياه.

اليوم، يبدو الفرح فعل مقاومة في العديد من الدول العربية، في العراق الذي استقبل العيد بتفجير إرهابي حصد مئات الأرواح، يمارس العراقيون الفرح كيداً للإرهابيين الذين خططوا لسرقة عيدهم، وكيداً للنظام الفاسد الذي يحكمهم.

وفي سورية التي أصبح الموت فيها فعلاً مضارعاً مستمراً يخوض الشعب أو من تبقى منه تجربة الفرح بما تيسّر له من فرصة الحياة التي تتوفر بين الغارة والأخرى، وبين التفجير والآخر. خاض الشعب السوري تجربة الفرحة دفاعاً عن إنسانية يتكالب القتلة على محاولات سلبها. كما يخوض اللاجئون منهم في أصقاع الدنيا فرحة العيد كفعل مقاوم لبؤس حالهم وانعدام أفق حل قضيتهم.

وفي مصر، تواصل فرحة العيد فعلها في مقاومة نظام انقلابي أوغل فساداً بعدما أوغل في دماء الشعب سارقاً منهم حلم ثورة لم تكتمل. وليس الأمر أفضل حالاً في اليمن حيث يفرح اليمنيون وبلادهم على عتبات إعلانها دولة فاشلة. وليبيا التي يمارس شعبها فعل الفرح وهم يرون بلادهم على أعتاب التقسيم. ومثلهم تونس التي يقاوم شعبها بالفرحة مصيراً مجهولاً. وكذلك هي الفرحة في كل من فلسطين، والأردن، ولبنان، والبحرين، وغيرها. الفرح هذا ليس جنوناً هو فعل مقاوم وانتصار للأمل.

المساهمون