العنف والقتل الطائفي يهددان بغداد من جديد

24 ابريل 2015
ارتفاع الاغتيالات خلال اليومين الماضيين (الأناضول)
+ الخط -

تنذر الأوضاع التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد، بعودة أعمال العنف على نطاقٍ واسع من جديد، بعد الهدوء النسبي الذي تحقق في مناطق عدة منها خلال الفترة الماضية.

المخاوف تجددت لدى أبناء الطائفة السنية من سكان العاصمة، بعد أن ازدادت في الآونة الأخيرة، عمليات العنف في أنحاء متفرقة منها، خصوصاً بعد سقوط محافظتي نينوى، وصلاح الدين، بيد تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، بداية شهر حزيران الماضي".

العديد من سكان المناطق التي تقع في شرق بغداد، كشارع فلسطين، وأحياء القاهرة، والشعب، وغربها، كمنطقة البياع وحي العامل والحرية والشعلة، أكدوا وقوع عمليات خطف، وخصوصاً للأطفال من قبل عصابات منتشرة، من أجل ابتزاز ذوي المختطفين والحصول على فدية، مقابل إطلاق سراح أبنائهم، إلا أنّه في أغلب الأحيان، تتم تصفيتهم جسدياً بعد أخذ الفدية.

اقرأ أيضاً: العراق: "داعش" يبتلع مدناً جديدة ويهدّد بغداد

في هذا السياق، أشار أحد سكان منطقة البياع لـ "العربي الجديد"، إلى أنّه "بعد سنوات من الغربة، عادت من سورية عائلة سنية إلى منزلها في المنطقة المذكورة، هرباً من تدهور الأوضاع الأمنية، إلا أنّ سيارةً عسكريةً تابعة للجيش العراقي، دخلت منزل هذه العائلة تحت ذريعة التفتيش الأمني، واحتجزت أربعة أشخاص (رجلاً وولديه وشقيقه) في أحد الغرف، وقتلتهم".


بدوره، قال مصدر في وزارة الداخلية العراقية في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، إنّ "عمليات القتل الطائفي والاغتيال لا تزال مستمرة، خصوصاً في المناطق التي تقع غرب بغداد، مثل حي اليرموك، والغزالية، والمنصور وغيرها، بالرغم من الانتشار الأمني".

وفي سياقٍ متصل، اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، النائب عن ائتلاف الوطنية، نايف الشمري لـ "العربي الجديد"، أنّ "سطوة المليشيات الشيعية في أغلب مناطق بغداد، وتحت رعاية حكومية، شجّعت الكثيرين منهم على خلق حالة من الفوضى والإرباك، وعدم الالتزام بالقوانين"، موضحاً أنّ "التصفيات الجسدية تتركز على نازحي المحافظات السنية، الذين تركوا منازلهم خوفا من قتل تنظيم "داعش" والعمليات العسكرية الدائرة هناك".

إلى ذلك، انتقد سياسة الانتقام من أبناء السنة، تحت ذريعة أنّهم دعموا "داعش"، مشيراً إلى أنّ ارتفاع الاغتيالات خلال اليومين الماضيين، سببه انتشار المظاهر المسلحة وعودة المليشيات في العاصمة بغداد، ومحاولتها السيطرة على مناطق ذات مكوّن معين، بسبب الدفع الطائفي.

أما لجنة أمن بغداد، فقد أرجعتْ ارتفاع نسبة الاغتيالات في العاصمة مؤخراً، إلى وجود مخطط لخلق الفتنة بين الأهالي وترويعهم لإجبارهم على ترك منازلهم، ولفت عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، غالب الزاملي، إلى أنّ الأوضاع الأمنية المتدهورة في المحافظات الشمالية والغربية، أدت إلى تغلغل بعض العناصر المندسة إلى العاصمة بغداد لخلق بلبلةٍ أمنية، بهدف ترويع وتخويف الأهالي".

كما رأى أنّ "رفع التوتر الذي يعيشه المواطن، هو نتيجة توغل عصابات "داعش" مؤخراً، في عددٍ من المحافظات، والاستيلاء عليها".

اقرأ أيضاً: الحكومة العراقية تتهرّب من "الجنائية الدولية"

دلالات