داخل منزلٍ صغير في مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، يزدحم المكان بعدد من الفلسطينيين الباحثين عن علاجٍ لأمراض مختلفة ربما يئسوا من محاولة علاجها بالطب العام أو المداومة على المستشفيات، حيث وجدوا ضالتهم بالطب البديل، وتحديداً بلسعات النحل، وهو العلاج الذي يتفرد بتقديمه المهندس الزراعي راتب سمور.
الازدحام داخل "مركز فلسطين الدولي للعلاج بالنحل" قد يكون علامة على طفرة يشهدها قطاع غزة في استخدام هذا الطب البديل في علاج أمراضٍ مختلفة، ومنها المستعصية، عبر سم ولسعات النحل التي باتت العلاج الذي يبحث عنه هؤلاء المترددون على المركز، حيث تتنوع شكاواهم من تساقط الشعر إلى الشلل الدماغي وحتى السرطان.
راتب سمور، ليس طبيباً وإنما درس الهندسة الزراعية، وعمل نائباً لمدير الصحة والبيئة في بلدية غزة لمدة 30 عاماً، وكان عمل والده في تربية النحل إلهاماً له في ما بعد لنشر العلاج بلسعات النحل. ويوضح لـ"العربي الجديد" قائلاً: "علاقتي بالنحل بدأت عام 1979، حين أنهيت تخصص وقاية النبات والحشرات، وكنت قد بدأت تربية النحل وإنتاج العسل في ذلك الوقت، ومع مرور الأيام بدأت بتطوير قدراتي في الطب البديل".
ويبين سمور أن المرحلة التي تلت دخوله إلى مجال العلاج بلسعات النحل هي معالجة زملاء وأقارب له من آلام الروماتيزم، ومنه المزمن أيضاً، وشيئاً فشيئاً بات اتجاهه نحو الطب البديل يتوسع في مدينة غزة، حتى عام 2003، وهو الذي بدأ فيه مداواة المرضى في المركز الذي افتتحه، وانتشرت أخبار العلاج بلسعات النحل بين الغزّيين حتى بات يستقبل في مركزه نحو 200 مريض يومياً.
حالةٌ من الإقبال الشعبي يشهدها قطاع غزة على هذا النوع من الطب البديل، رغم عدم الاعتراف به رسمياً في العالم، إلا أن الغزّيين يداومون عليه. ويشير سمور إلى عدد من تجارب العلاج الناجحة لأشخاص كانوا يعانون من أمراض مزمنة، مضيفاً: "نحن هنا نقوم بعلاج مختلف أنواع الأمراض التي يعاني منها المرضى، والتي قد لا يكون لها علاج في الطب، عبر لسع المريض في مناطق محددة".
ويستخدم المهندس الزراعي في مركزه جميع أنواع العلاج من منتجات النحل وليس غيرها، ويعالج المرضى ببروتوكول يخضعون من خلاله لفحوصات خاصة، ومن ثم تخضع الحالة للتشخيص وبعدها لاختبار لسعات النحل للتأكد من عدم وجود حساسية منها لدى المريض، قبل البدء بالعلاج الذي قد يكون لسعاً فقط، أو تصاحبه منتجات النحل العلاجية، وهو الأمر الذي تتحكم فيه حالة المريض وتشخيصها.
ويشير سمور إلى أن لسعات النحل قد تعالج أمراضاً عدة، مثل غضروف الرقبة والظهر والثعلبة وتساقط الشعر والصداع النصفي وحتى الأمراض الجلدية والشلل الدماغي والتوحد والسرطان، وهي حالات يؤكد المهندس الزراعي أن عدداً من المرضى بها شُفي من المرض.
وتعترض هذا العلاج العديد من العقبات في غزة، أولها ما يسميه سمور حالة من عدم الثقة لدى بعضهم أو الدوائر الرسمية في الطب البديل، على الرغم من أن الأعوام التي عمل فيها سمور أثبتت كفاءة لسعات النحل في علاج حالات كثيرة.
وافتتح سمور مركزاً ثانياً في مدينة دير البلح، وسط القطاع، لخدمة المناطق الجنوبية وللتسهيل على المرضى.
المريض أبو عدنان، في بداية الأربعينيات من عمره، يعاني من مشاكل "الغضروف"، حيث داوم على الطب العام إلى أن نصحه الأطباء بإجراء عملية جراحية، لكن أحداً ما وجهه بالابتعاد عن إجرائها والاتجاه إلى العلاج بالنحل. ويقول أبو عدنان لـ"العربي الجديد": "أخضع للعلاج بلسعات النحل منذ فترة، وما زلت مستمراً. اللافت أنني أشعر بتحسن لم أشعر به من العلاجات الأخرى التي داومت عليها سابقاً".
ويشار إلى أن القطاع الصحي في غزة يفتقر إلى العديد من الأدوية والعلاجات الحديثة في ظل إجراءات الحصار المشددة الذي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع للعام الثاني عشر على التوالي، كما يتحكم في حركة المعابر ودخول السلع والبضائع ومختلف أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية.
بينما تستلزم بعض الحالات المرضية السفر للعلاج في الخارج، وهو ما يحمل تعقيدات بسبب تحكم إسرائيل في حركة مرور الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عبر معبر بيت حانون، شمال قطاع غزة، ومعبر رفح، جنوب القطاع، الذي تتحكم به السلطات المصرية.
وافتتح سمور مركزاً ثانياً في مدينة دير البلح، وسط القطاع، لخدمة المناطق الجنوبية وللتسهيل على المرضى.
المريض أبو عدنان، في بداية الأربعينيات من عمره، يعاني من مشاكل "الغضروف"، حيث داوم على الطب العام إلى أن نصحه الأطباء بإجراء عملية جراحية، لكن أحداً ما وجهه بالابتعاد عن إجرائها والاتجاه إلى العلاج بالنحل. ويقول أبو عدنان لـ"العربي الجديد": "أخضع للعلاج بلسعات النحل منذ فترة، وما زلت مستمراً. اللافت أنني أشعر بتحسن لم أشعر به من العلاجات الأخرى التي داومت عليها سابقاً".
ويشار إلى أن القطاع الصحي في غزة يفتقر إلى العديد من الأدوية والعلاجات الحديثة في ظل إجراءات الحصار المشددة الذي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع للعام الثاني عشر على التوالي، كما يتحكم في حركة المعابر ودخول السلع والبضائع ومختلف أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية.
بينما تستلزم بعض الحالات المرضية السفر للعلاج في الخارج، وهو ما يحمل تعقيدات بسبب تحكم إسرائيل في حركة مرور الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عبر معبر بيت حانون، شمال قطاع غزة، ومعبر رفح، جنوب القطاع، الذي تتحكم به السلطات المصرية.