العقوبات تقحم الاستثمارات الروسية في دائرة حيره

18 مارس 2014
الاستثمارات الروسية قد تضطر لمغادرة أوروبا والولايات المتحدة
+ الخط -

قالت أولغا درغونوفا مديرة مؤسسة إدارة الأصول الحكومية في روسيا، اليوم الثلاثاء، إن روسيا قد تؤجل صفقات خصخصة كبيرة إلى النصف الثاني من العام مما يشير إلى الأضرار التي قد تلحق بالأسواق والاقتصاد الروسي جراء موقف موسكو بشأن أوكرانيا.

وتعاني سوق الأسهم الروسية بالفعل جراء تباطؤ اقتصادي وتراجعت تراجعا حادا بفعل بواعث القلق من فرض عقوبات صارمة على موسكو بسبب دعمها لاستفتاء على انفصال منطقة القرم عن أوكرانيا.
وأضافت درغونوفا، إن الحكومة قد تؤجل صفقات خصخصة كبيرة متوقعة في الربع الثاني إذا أثرت الأزمة الأوكرانية تأثيرا سلبيا على الاقتصاد الروسي.

ونقلت عنها وكالة انترفاكس الروسية للأنباء قولها "من الواضح أن هذا قد يحدث .. قد نقوم بها (صفقات الخصخصة) في الربع الثالث وفي الربع الرابع."

وذكرت شركة ايروفلوت للطيران ومجموعة سوفكومفلوت للشحن البحري وروسنفت للنفط كمرشحين للخصخصة هذا العام. ومن بين الشركات على قائمة الخصخصة أيضا مجموعة روستليكوم للاتصالات.

وكان مسؤول روسي أقر للمرة الأولى أمس الاثنين بأن الاقتصاد في أزمة رغم محاولات سابقة من المسؤولين للتلميح بإمكانية تجاوز أثر العقوبات حتى مع تباطؤ النمو.

ويبدي المحللون الحذر رغم انتعاش الأسهم الروسية والروبل في الفترة الأخيرة لتوقعات من أن العقوبات الغربية ستستهدف الأفراد فحسب ولن تتضمن إجراءات تجارية أو مالية.

وكتب محللو كريدي سويس في مذكرة بحثية "توقعات الاستثمار في المدى الطويل إلى المتوسط للأسهم الروسية ما زالت غير مغرية نسبيا من وجهة نظرنا" مستشهدين بتوقع سلبي لنمو أرباح السوق الروسية وتوقعات ضعيفة للناتج المحلي الإجمالي ونمو الاستثمار وفشل روسيا في إحداث تحسن ملموس بمناخ الاستثمار.

في المقابل، يبدو أن التقارب الروسي مع إقليم القرم لن يمنع موسكو التي باتت مهددة اقتصاديا من دعم الإقليم الذي أعلن نفسه دولة مستقلة أمس.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم عن مسؤول بمنطقة القرم قوله إن شركة الطاقة الحكومية الروسية غازبروم عرضت تطوير قطاع النفط والغاز في المنطقة الأوكرانية التي طلبت الانضمام إلى روسيا.

وقال رستم تيميرغالييف النائب الأول لرئيس وزراء القرم "بالطبع كانت غازبروم أول من يتقدم إلينا (بعرض)."

وكان تيميرغالييف يرد على سؤال عما إذا كانت منطقة القرم التي أعلنت استقلالها وتقدمت بطلب للانضمام إلى روسيا عقب استفتاء أجري مطلع الأسبوع تلقت اقتراحات من شركات روسية لتطوير قطاع النفط والغاز بالمنطقة.

وامتنع متحدث باسم غازبروم عن التعقيب.

وقال تيميرغالييف الأسبوع الماضي إن السلطات المحلية قد تبيع شركة الطاقة كورنومورنفتوهاز إلى شركة روسية "مثل غازبروم" فور سيطرة المنطقة على الشركة التي تتبع الآن شركة طاقة أوكرانية حكومية.

وأظهر الاستفتاء الذي أجري في القرم يوم الأحد وأيدته موسكو موافقة غالبية ساحقة على الانضمام إلى الاتحاد الروسي.

لكن مؤشرات أولية توضح أن موقف غاز بروم الحكومية، ليس موقفا عاما لكل الشركات الروسية، إذ بات متوقعا وبقوة أن تحول الشركات الروسية وجهتها بسبب العقوبات.

ونقلت وكالة برايم للأنباء عن إيغور سيتشين الرئيس التنفيذي لروسنفت أكبر منتج روسي للنفط قوله يوم الثلاثاء إن الشركات الروسية قد تتوجه إلى مناطق أخرى في حالة فرض عقوبات غربية بسبب أوكرانيا.

وقال سيتشين إنه قد يشتري مزيدا من الأسهم في روسنفت للاستفادة من "مناخ السوق" الناتج عن احتمال فرض عقوبات. وانخفضت سوق الأسهم الروسية انخفاضا حادا منذ أشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى أنه لن يتراجع في موقفه بشأن أوكرانيا.

ويبدأ سيتشين جولة آسيوية هذا الأسبوع في إطار سعي موسكو لتوثيق العلاقات مع الشرق وسط خلاف متصاعد مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخصوص التدخل الروسي في أوكرانيا.

وتحدى الرئيس التنفيذي لروسنيفت، والحليف المقرب من الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، العقوبات الغربية المحتمل فرضها على موسكو ووجه تهديدات بنقل أعمال الشركة إلى بلدان أخرى.

وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الاثنين تجميد أصول وفرض حظر سفر على مسؤولين روس وأوكرانيين شاركوا في أزمة شبه جزيرة القرم.

كما يقومان بدراسة توسيع نطاق هذه العقوبات لتشمل مزيدا من الأفراد.

وقال سيتشين، إنه لا يخشى العقوبات المحتملة، ووصفها بأنها "دليل على العجز".

وأضاف "يجب ألا تخشى روسنفت والشركات الروسية الأخرى من هذه العقوبات. الشركات الروسية تستطيع نقل أعمالها إلى مناطق أخرى بعيدا عن الولايات المتحدة وأوروبا".

وتعد روسيا مورداً رئيسياً للنفط إلى أوروبا.

المساهمون