العقل والدين.. نقد بجرعات مخفّفة

13 مايو 2014
حضور شبابي لافت في ندوة همام يحيى
+ الخط -

هل يمكن للعقل أن يعقل نفسه؟ أي أننا عندما نستخرج العقل ونضعه على الطاولة كي نعاينه؛ هل يمكن أن نفعل ذلك دون استخدامه؟ وهل نستطيع التفكير في العقل بطريقة محايدة؟

بمثل هذه الأسئلة افتتح الباحث الشاب همام يحيى ندوته المعنونة "حديث في العقل" التي نظمها "نادي أوراق" في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وسط جمهور لافت من طلبة الجامعة.

أشار يحيى إلى أنه لا يمكن الوصول إلى تعريف نهائي للعقل، وذلك بعدما استعرض عدة محاولات لتعريفه. كما طرح عدة تساؤلات حول الثوابت الوجدانية، كقضيتي الإيمان والإلحاد، وعلاقتها بالعقل؟

وفي هذا السياق، اعتبر أن الإيمان والإلحاد كلاهما خيار غير عقلاني؛ فالعقل عملية إجرائية، عندما يتم تزويده بمسلمات ثابتة يصل حتماً إلى خيار غير عقلاني. وبينما يرى المؤمن الكون دليلاً على وجود الله، يرى الملحد حقائق العلم دليلاً على سير الكون وفق عملية رياضية.

بعد ذلك، طرح المحاضر سؤال المنهج المناسب للبحث في العقل؛ أهو المنهج الرياضي أم المنهج التجريبي أم التاريخي؟ لكن هناك أسئلة عقلية ـ برأي يحيى ـ لا تجيب هذه المناهج عليها، كسؤال ماهية الخير والشر الذي يجيب عليه الدين والفلسفة والفن والأدب. ثم توقف أمام التناقضات بين عالم الطبائع وعالم الشرائع، داعياً إلى إيجاد صيغة توفيقية في قبول العالمين.

هذه الخيارات التوفيقية التي طرحها الباحث حفّزت الجمهور على المناقشة وطرح الأسئلة المناقضة؛ فالصيغة الوسطية تزعج الذين يحبون الذهاب في الأمور إلى أقاصيها. وفي الحقيقة، إنه خيار صعب أن نؤمن بالفكرة دون أن نتعصب لها بل وأن نكون أشد من خصومنا في نقدها، وإن كان همّام يحيى قد اختار ـ ربما بحكم كونه طبيباً ـ طريقة الجرعات في عملية النقد.

همام يحيى طبيب وباحث في الشؤون الفلسفية والفكرية، وعضو مؤسس في "نادي إنسان" الذي يمكن تصنيفه فكرياً ضمن قائمة الإسلام التنويري الذي لا يرفض النص الديني بمطلقه، لكنه لا يقبله بمطلقه أيضاً ويخضعه للمناقشة والبحث.

دلالات
المساهمون