يتمسّك القطريون، كما الخليجيون عموماً، بالعقال الذي من شأنه تثبيت الغترة أو الشماغ على رؤوسهم. فـ"الكشخة" لا تكتمل من دون ذلك، بالإضافة إلى الثوب والبشت، وهذه كلّها تشكّل الزيّ القطري للرجال، وهي بالتالي جزء من الهويّة والتراث الشعبي. والمواطنون، كباراً وصغاراً، يرتدون ذلك الزيّ يومياً، كما في المناسبات، وهو يُعَدّ اللباس الرسمي لتلاميذ المدارس الحكومية، ويعتمده كذلك غير القطريين.
والثوب القطري هو رداء أبيض كُمّاه طويلان، مع كسرة أمامية وكسرتَين خلفيّتَين، وقد يكون باللون الأسود أو البنيّ أو الأزرق في خلال فصل الشتاء. أمّا الغترة، فهي وشاح طويل يوضع على الرأس فيثبّته العقال، وتتخلّله غالباً أشكال هندسية صغيرة. وقد تُستبدل بالغترة القحفية المصنوعة من القطن أو الحرير، ويعتمرها القطري تحت العقال.
يقول الباحث في التراث الشعبي القطري، صالح غريب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطري والخليجي عموماً عرفا العقال مكمّلاً للباس التقليدي وجزءاً أساسياً منه، وبالتالي هو رمز للأصالة والهوية، نظراً إلى قيمته التراثية"، مضيفاً أنّه "بمثابة تاج للرأس عند الرجل، لدرجة القول: أرفع لك العقال. وإذا أراد الشخص استرجاع حقوقه، فإنّه يرمي عقاله على الأرض ويقسم أنّه لن يعتمره إلا بعد تحقيق ما يريد، تماماً كما كان العربي يمتنع عن شرب فنجان قهوة يقدّمه له أحدهم بعد وقوع مشكلة بينهما، إلا إذا استجيب طلبه".
وعن أصل العقال، يشرح غريب أنّ "الباحث في تاريخ العقال ونشأته، سيعثر على روايات متعدّدة، لعلّ أبرزها أنّ الاسم مشتق من عقال البعير، أي الحبل الذي يعقل به البعير، وكان العربي في أثناء امتطاء بعيره يعقده على رأسه. والمعلوم أنّ العرب القدماء كانوا يستخدمون قطعة من القماش كعصابة يربطونها على رؤوسهم كضرورة بحكم طبيعة الصحراء الرملية وحرارة الشمس المرتفعة. وهكذا راحوا يضعون عقال البعير فوق الغترة من أجل تثبيتها، قبل أن يصير بشكله الحالي".
يضيف غريب أنّ "ثمّة رواية تعيد العقال إلى زمن سقوط الأندلس، إذ إنّ الجنود كانوا يضعون ربطة بيضاء حول الخوذة، حوّلوها بعد هزيمتهم في الأندلس إلى اللون الأسود، دليلاً على الحزن، وكذلك حافزاً على العودة". ويتابع بأنّ "العقال لم يُعرف بشكله المتعارف عليه اليوم كجزء من الزيّ الشعبي، وكرمز لهويّة وطنية في قطر ومنطقة الخليج، إلا في فترة متأخّرة. والاعتقاد السائد، أنّ العقال وصل إلى الخليج عبر بلاد الشام، فالعاصمة السورية دمشق اشتهرت بصناعته، ومن يزُر سوق الحميدية اليوم، يجد مساحات كبيرة خُصّصت للعُقُل بأنواعها".
في سوق واقف التراثي في الدوحة، يدير صانع العُقل مرهف سفاف الذي ورث مهنته عن أبيه وجدّه، محلاً لبيع العُقل وصناعتها. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "العقال القطري يتميّز عن العقال السعودي والعقال الإماراتي والعقال الكويتي، بالكركوشة (شرّابة) التي تتدلّى عند ظهر الرجل في أربعة خطوط تنتهي بأربع كتل سوداء. وهو يكون متيناً وثخيناً بخلاف العقال السعودي والكويتي.
اقــرأ أيضاً
وثمّة أنواع عدّة منه، أبرزها المرعز المصنوع من وبر الماعز، والملمع المصنوع من الحرير الصناعي". ويشرح سفاف أنّ "العقال كان يصنع من مواد خام، هي خيوط منسوجة من وبر الماعز وصوف الأغنام. أمّا اليوم، فيُستخدم القطن الأبيض والقطن الأسود كحشوة داخلية، فيما يُغلّف بالحرير أو الصوف"، لافتاً إلى أنّ "كلّ المواد التي تُستخدم في صناعته تُستورد من سورية".
ويوضح سفاف أنّ "الطلب يكثر في قطر على "المرعز" الذي يراوح ثمنه ما بين 400 و700 ريال قطري (نحو 110 - 190 دولاراً أميركياً). أما العقال الصوفي، فيبدأ ثمنه من 150 ريالاً (نحو 40 دولاراً). أمّا الوقت المستغرق لصنع العقال الواحد، فما بين ساعتَين وأربع ساعات، بحسب المواد المستخدمة، الوبر أو الصوف أو الحرير الصناعي".
في سياق متصل، فإنّ شعار بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال 2022" التي تستضيفها قطر للمرّة الأولى في الشرق الأوسط، استوحي من الشال الصوفي التقليدي الذي يرتديه الرجل القطري، وكذلك رجال الخليج عموماً، بتصاميم مختلفة في خلال فصل الشتاء. والشال الصوفي الخاص بمونديال قطر زُيّن بأنماط زخرفة تُشبه تلك التي تُطرَّز على الشال القطري الذي يُعَدّ جزءاً مهماً من تراث البلاد. وهذه الزخارف تُصنَّف فنّاً عربياً أصيلاً.
والثوب القطري هو رداء أبيض كُمّاه طويلان، مع كسرة أمامية وكسرتَين خلفيّتَين، وقد يكون باللون الأسود أو البنيّ أو الأزرق في خلال فصل الشتاء. أمّا الغترة، فهي وشاح طويل يوضع على الرأس فيثبّته العقال، وتتخلّله غالباً أشكال هندسية صغيرة. وقد تُستبدل بالغترة القحفية المصنوعة من القطن أو الحرير، ويعتمرها القطري تحت العقال.
يقول الباحث في التراث الشعبي القطري، صالح غريب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطري والخليجي عموماً عرفا العقال مكمّلاً للباس التقليدي وجزءاً أساسياً منه، وبالتالي هو رمز للأصالة والهوية، نظراً إلى قيمته التراثية"، مضيفاً أنّه "بمثابة تاج للرأس عند الرجل، لدرجة القول: أرفع لك العقال. وإذا أراد الشخص استرجاع حقوقه، فإنّه يرمي عقاله على الأرض ويقسم أنّه لن يعتمره إلا بعد تحقيق ما يريد، تماماً كما كان العربي يمتنع عن شرب فنجان قهوة يقدّمه له أحدهم بعد وقوع مشكلة بينهما، إلا إذا استجيب طلبه".
وعن أصل العقال، يشرح غريب أنّ "الباحث في تاريخ العقال ونشأته، سيعثر على روايات متعدّدة، لعلّ أبرزها أنّ الاسم مشتق من عقال البعير، أي الحبل الذي يعقل به البعير، وكان العربي في أثناء امتطاء بعيره يعقده على رأسه. والمعلوم أنّ العرب القدماء كانوا يستخدمون قطعة من القماش كعصابة يربطونها على رؤوسهم كضرورة بحكم طبيعة الصحراء الرملية وحرارة الشمس المرتفعة. وهكذا راحوا يضعون عقال البعير فوق الغترة من أجل تثبيتها، قبل أن يصير بشكله الحالي".
يضيف غريب أنّ "ثمّة رواية تعيد العقال إلى زمن سقوط الأندلس، إذ إنّ الجنود كانوا يضعون ربطة بيضاء حول الخوذة، حوّلوها بعد هزيمتهم في الأندلس إلى اللون الأسود، دليلاً على الحزن، وكذلك حافزاً على العودة". ويتابع بأنّ "العقال لم يُعرف بشكله المتعارف عليه اليوم كجزء من الزيّ الشعبي، وكرمز لهويّة وطنية في قطر ومنطقة الخليج، إلا في فترة متأخّرة. والاعتقاد السائد، أنّ العقال وصل إلى الخليج عبر بلاد الشام، فالعاصمة السورية دمشق اشتهرت بصناعته، ومن يزُر سوق الحميدية اليوم، يجد مساحات كبيرة خُصّصت للعُقُل بأنواعها".
في سوق واقف التراثي في الدوحة، يدير صانع العُقل مرهف سفاف الذي ورث مهنته عن أبيه وجدّه، محلاً لبيع العُقل وصناعتها. يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "العقال القطري يتميّز عن العقال السعودي والعقال الإماراتي والعقال الكويتي، بالكركوشة (شرّابة) التي تتدلّى عند ظهر الرجل في أربعة خطوط تنتهي بأربع كتل سوداء. وهو يكون متيناً وثخيناً بخلاف العقال السعودي والكويتي.
ويوضح سفاف أنّ "الطلب يكثر في قطر على "المرعز" الذي يراوح ثمنه ما بين 400 و700 ريال قطري (نحو 110 - 190 دولاراً أميركياً). أما العقال الصوفي، فيبدأ ثمنه من 150 ريالاً (نحو 40 دولاراً). أمّا الوقت المستغرق لصنع العقال الواحد، فما بين ساعتَين وأربع ساعات، بحسب المواد المستخدمة، الوبر أو الصوف أو الحرير الصناعي".
في سياق متصل، فإنّ شعار بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال 2022" التي تستضيفها قطر للمرّة الأولى في الشرق الأوسط، استوحي من الشال الصوفي التقليدي الذي يرتديه الرجل القطري، وكذلك رجال الخليج عموماً، بتصاميم مختلفة في خلال فصل الشتاء. والشال الصوفي الخاص بمونديال قطر زُيّن بأنماط زخرفة تُشبه تلك التي تُطرَّز على الشال القطري الذي يُعَدّ جزءاً مهماً من تراث البلاد. وهذه الزخارف تُصنَّف فنّاً عربياً أصيلاً.