قدمت الحكومة العراقية، يوم الجمعة، طلب تحكيم ضد الحكومة التركية وشركة بوتاش لتشغيل خطوط الأنابيب إلى غرفة التجارة الدولية التي مقرها باريس بشأن بيع النفط من إقليم كردستان العراقي شبه المستقل. وذلك حسب وكالة رويترز.
وقالت الحكومة العراقية في بيان "أعلنت وزارة النفط بجمهورية العراق اليوم، أنها قدمت طلب تحكيم ضد الجمهورية التركية وشركتها بوتاش لتشغيل خطوط الأنابيب المملوكة للدولة."
وذكر العراق أنه يسعى لوقف "النقل والتخزين والتحميل غير المصرح به للنفط الخام، الذي تضخه حكومة إقليم كردستان في خط أنابيب العراق-تركيا".
وقالت حكومة إقليم كردستان في بيان في وقت، سابق يوم الجمعة، إن أسواقاً أوروبية اشترت أول شحنة من النفط المنقول عبر خط أنابيب من الإقليم إلى تركيا، مضيفة أنه سيتم إيداع الإيرادات في بنك خلق التركي.
ويذكر ان زير الطاقة التركي تانر يلدز، قال يوم الخميس، إن إقليم كردستان العراق بدأ تصدير أول شحنة من النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من نزاع قائم منذ فترة طويلة مع بغداد بخصوص تقاسم إيرادات النفط.
وهددت بغداد مراراً بمقاضاة أنقرة، وتقليص حصة إقليم كردستان من الميزانية الوطنية، في حال المضيّ قدماً في التصدير عبر تركيا، من خلال خط الأنابيب المارّ بالأقليم من دون موافقتها.
وقال يلدز لوكالة "رويترز" إن الشحنة الأولى من الخام المنقول عبر خط الأنابيب، وتبلغ مليون برميل، يجري تحميلها في ميناء جيهان التركي، حيث جرى تخزين نحو 2.5 مليون برميل من نفط كردستان. ورفض يلدز الإدلاء بتعقيب بخصوص المشتري، لأن عملية البيع نفذت عبر حكومة إقليم كردستان.
وتقول الحكومة المركزية في بغداد إنها صاحبة السلطة الوحيدة لإدارة وبيع نفط العراق. ولم تسفر شهور من المحادثات بين الإقليم والحكومة المركزية عن نتائج تذكر.
وكان إقليم كردستان العراق قد شحن نحو 2.5 مليون برميل من النفط الخام إلى صهاريج للتخزين في جيهان عبر خط أنابيب جديد قام ببنائه، وبدأ تدفق النفط فيه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وانتظرت أنقرة موافقة بغداد قبل السماح لكردستان بتصدير النفط بشكل مستقل. لكن مصادر قالت إن تركيا تعتقد أنها أتاحت وقتاً كافياً للدبلوماسية، وإنه لا فائدة تذكر من تأجيل الصادرات في ظل امتلاء الصهاريج.
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، تانر يلدز، قد أكد في وقت سابق، أن مشروع تصدير نفط شمال العراق إلى الأسواق العالمية، عبر تركيا، سيصب في مصلحة الجميع، وأشار إلى أن وزارته تبذل جهوداً حثيثة من أجل رفع القدرة الاستيعابية لخط "كركوك –يومورطاليك".
وأعربت إدارة كردستان، عن رغبتها في تولي شركة الإقليم الوطنية لتسويق النفط "كومو" عملية بيع نفط الإقليم، بينما تمارس بغداد ضغوطاً من أجل إتمام عملية البيع عبر شركة النفط الوطنية العراقية "سومو".