العراق: مليشيا "الحشد الشعبي" تفاوض العشائر لإطلاق 120 مدنياً

25 مارس 2015
"الحشد الشعبي" خطفت عوائل بأكملها (فرانس برس)
+ الخط -

انطلقت، يوم الأربعاء، أولى جولات التفاوض بين شيوخ عشائر عراقية وزعماء من مليشيات "الحشد الشعبي"، لإطلاق سراح 120 مواطناً مختطفين لدى تلك المليشيات منذ أكثر من أسبوعين وبينهم نساء وأطفال.

وكشف أحد شيوخ العشائر في محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، أن "المليشيات أقرت باختطاف المواطنين البالغ عددهم 120 شخصاً، من بينهم أربعة عوائل كاملة تضم أطفالاً ونساء، بعد خروجهم من بلدة الدور جنوب تكريت هرباً من القصف الجوي".

ولفت إلى أن "المليشيات طالبت لقاء إطلاق سراح المدنيين أن يطلق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سراح من تبقى لديه من معتقلي قاعدة سبايكر، الذين لم يقتلهم بعد".

وأوضح الشيخ، أن "مختطفي مدينة الدور لا يزالون محتجزين في قاعدة عسكرية قريبة من تكريت وتسيطر عليها المليشيات، والمعلومات التي توصلنا إليها أنهم بحالة مزرية والطعام لا يأتيهم سوى مرة واحدة باليوم وتعرض الرجال منهم للتعذيب والانتقام"، مبيناً أن المفاوضات تجري "بعيداً عن الحكومة".

وتابع الشيخ، أن "المليشيات تشترط أن يطلق داعش سراح من لديه من أسرى قاعدة سبايكر ممن لم يقتلهم بعد، من دون أن يعلموا أننا بمجرد الذهاب إلى التنظيم سيقتلنا فهم لا يؤمنون بما نؤمن به والحكومة والمليشيات تحسب أهل السنة على داعش، من دون أن تعلم أن السنة أول المتضررين منهم".

في المقابل، قال مصدر مقرب من مليشيات "الحشد الشعبي"، إن "إطلاق سراح من لدى داعش شرط إطلاق سراح المختطفين"، مُلوحاً "بزيادة الضغط على التنظيم لتنفيذ مطالب الحشد الشعبي".

وأوضح المصدر، لـ"العربي الجديد"، أن "عشائر محافظة صلاح الدين مثلت حاضنة للإرهاب طوال السنوات الماضية، ويجب أن يدفعوا الثمن فالقضاء والقانون لم يعودا يجديان نفعاً، وسيكون لنا أسلوبنا الخاص".

من جهة ثانية، أكّد القيادي في جبهة "الحراك الشعبي" العراقي، الشيخ محمد عبد الله، أن "حراكاً سياسياً سيمارس على مستوى البرلمان ومجلس الوزراء للضغط على المليشيات من أجل إطلاق سراحهم، لأن العشائر لا تملك سلطة على داعش لإطلاق سراح من لديه، كما أن المدنيين لا ذنب لهم".

وأوضح عبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن "ما يجري في العراق بداية لكوارث أكثر ولا شيء يسير نحو الإيجاب، والسبب هو استعانة الحكومة بالعصابات والمليشيات التي لا تقل إجراماً عن داعش، وسيكون العراق في النهاية مرهوناً بالفعل ورد الفعل بين الطرفين إذا لم يكن هناك تدخل عربي وغربي ليقف بوجه أجندة إيران في العراق".

اقرأ أيضاًأهالي تكريت يخشون الإبادة .. والمليشيات الطائفيّة تهدّد