أعلنت منظمة "السلام" الحقوقية العراقية، اليوم الاثنين، أنه ما لا يقل عن 300 عنصر من مليشيا "الحشد الشعبي" غادروا، خلال الشهر الماضي، إلى دول أوروبية، مستخدمين أوراقاً ثبوتية مزوّرة، تشير إلى أن محل إقامتهم السابق، هو مدن الموصل أو الأنبار، فيما أكدت مصادر من الميليشيا المذكورة "تسرب مقاتلين إلى خارج العراق بسبب إهمال الحكومة".
وقال رئيس المنظمة، محمد علي، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 300 عنصر من مقاتلي "الحشد الشعبي" هاجروا، مستغلين حالة الفرار الجماعي للمدنيين من مدن الأنبار والموصل ومدن أخرى إلى تركيا ومنها إلى دول أوروبية.
وأضاف علي، أن الفارين يستخدمون أوراقاً رسمية عراقية مزوّرة، تشير إلى أن أصلهم من الأنبار أو الموصل ومناطق أخرى مضطربة لخداع الموظفين الدوليين في منظمة الهجرة والأمم المتحدة، فضلاً عن حكومات الدول التي يصلون إليها، بهدف تسهيل حصولهم على الإقامة والمساعدة الإنسانية.
واعتبر الحقوقي العراقي، أنه "من المؤسف أن يركب القاتل والضحية في مركب واحد"، مطالباً "الجهات المعنية بالتدقيق في الأوراق التي يحملها أفراد المليشيات، خصوصاً وأن أغلبهم متورط في جرائم قتل".
من جهته، أكد مصدر مطلع في مليشيا "الحشد الشعبي"، أن ضعف الدعم الحكومي، وانشغال الأحزاب السياسية بالصراع على السلطة، تسبب في خسائر كبيرة في صفوف "الحشد".
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إن "الخسائر دفعت بعض الفصائل المسلحة إلى الانسحاب أمام داعش".
وأوضح المصدر، أن "الانسحابات المفاجئة تسببت بعقوبات عدد من عناصر المليشيات، ما دفعهم للهرب الى خارج البلاد عن طريق وسطاء الهجرة".
وأشار إلى أن عدد الفارين ليس بقليل، لكن الأمر لم يكتشف إلا بعد عبور المهاجرين الحدود العراقية، لافتاً إلى أن "قيادات الحشد تستعد لطرح مشروع قانون يمنع السفر على منتسبي القوات الأمنية من الجيش والشرطة، وهيئة الحشد الشعبي، ومسلحي العشائر إلى حين انتهاء المعركة ضد داعش".
ويتداول عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً، ومقاطع فيديو لعناصر من "الحشد الشعبي"، لحظة وصولهم ألمانيا والنمسا، واصفين إياهم بالـ"خونة".
بدوره، قال عضو في التيار الصدري، الذي تتبعه مليشيا "المهدي"، إن أيّاً من أفراد المليشيا لم يغادر.
وأوضح الشيخ مالك الحسن، لـ"العربي الجديد"، أن فصائل أخرى شهدت فرار بعض عناصرها من المعركة، و"هذا يؤسفنا، لكن نشدد على أنها ليست ظاهرة بل تصرفات" فردية.
ودفعت الأوضاع الأمنية المتدهورة مئات آلاف العراقيين للهجرة إلى دول أوروبية، ودعت المرجعية الدينية في النجف، في وقت سابق، إلى احتواء أزمة الهجرة، معبرة عن قلقها من اتساع ظاهرة هروب الشباب إلى خارج البلاد.
اقرأ أيضاً: انسحابات عسكرية للمليشيات العراقية... "قرصة" للعبادي