انطلقت منذ أوّل أمس في اسطنبول التركية الدورة الأربعون لاجتماع أعضاء لجنة التراث العالمي لليونسكو. اجتماع سيفضي إلى التصويت، في 20 من الشهر الجاري، على اختيار مواقع جديدة تدخل قائمة التراث العالمي.
ما يُمكن ملاحظته في المواقع المرشّحة هذا العام، وهي 29، هو ظهور العديد من الترشحيات الحديثة لعلّ أبرزها الملف الفرنسي الذي دعا إلى ضمّ أعمال للمعماري الفرنسي شارل إدوار جانيريغري (1887 – 1965) المعروف بلقب "لو كوربوزييه" إلى قائمة التراث العالمي، وهي أعمال تتوزّع ليس فقط في التراب الفرنسي، بل كذلك في أماكن أخرى من العالم كألمانيا والأرجنتين وبلجيكا والهند واليابان وسويسرا.
من جهتها تقدّم الولايات المتّحدة ملفاً خاصاً بأعمال المعماري الأميركي فرانك لويد رايت (1867 – 1959) من خلال ترشيح 11 مبنى صمّمه. كما أن البرازيل رشّحت ما يُعرف بـ "المجموعة الحديثة بامبولها"، وهي عدد من المباني التي أُنشأت حول بحيرة اصطناعية في مدينة بيلو هوريزانتي، وقد صمّمها أشهر معماري برازيلي أوسكار نيمار الذي أوكلت له مهمة تخطيط العاصمة الجديدة برازيليا.
رغم هذا الحضور الجديد للمعمار الحديث في ترشيحات اليونسكو، تظل المواقع الأقرب إلى دخول القائمة هي المواقع الطبيعية والأثرية، على رأسها المطلب العراقي بضم آثار منطقة الأنبار للقائمة، وهو مطلب يستند إلى الوضع التي تعيشه هذه الآثار جرّاء الحروب وتهريب الآثار. غير أن هذا الملف يعرف عدداً من التعقيدات بسبب بعض الإجراءات تفرضها اليونسكو على المترشّحين، يبدو أن الملف العراقي لم يلبّها، لكنه من جهة أخرى يملك ورقة القيمة التاريخية.
يُذكر هنا أن الصحافة العالمية المتخصّصة أشارت إلى أنه كان من المفترض أن يكون المطلب العراقي متعلّقاً بمقترحات حماية الآثار، وليس بتصنيفها في قائمة التراث العالمي، فهذا التصنيف أخذ منذ سنوات بعداً دعائياً سياحياً بالأساس، وهو ما تُظهره المواقع التي تَدرُس ضمّها لقائمة لجنة التراث العالمي؛ مثل الآثار الشاطئية في أنتيغوا ووبرمودا (منطقة الكاريبي)، وكهوف إنسان النياندرتال في جبل طارق، ومدرّج فيلبيس في اليونان، ومقابر نالاندا ماهافيهرا في الهند، وأرخبيل رافيياخيخيدو في المكسيك، وجبال كويتنداغ في تركمانستان وغيرها.