وقال قائد عمليات الجيش في الأنبار، إسماعيل المحلاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات العراقية من الجيش والشرطة، مسنودة بأفواج الطوارئ المشكلة من أبناء عشيرة البوعيسى، تمكنت من تحقيق تقدم كبير في زمن قياسي بالمناطق الممتدة شمال وشمال غربي بلدة عامرية الفلوجة (23 كيلومتراً جنوب الفلوجة). ولفت إلى أن التقدم يتم "من ثلاثة محاور، الأول للسيطرة على تلال البودعيج والبوعاصي ونفذته بنجاح قوة مدرعة من الجيش العراقي، والثاني للسيطرة على قرية مناحي وقامت به أفواج الطوارئ العشائرية، والثالث مهمته تأمين الطريق بين عامرية الفلوجة ومركز شرطة السلام ونفذته قوة الجيش والشرطة بإسناد من طيران التحالف الدولي (10 كيلومترات غرب الفلوجة).
اقرأ أيضاً: ضغوط إيرانية على العبادي تزجّ بـ"الحشد" في معركة الموصل
وفي السياق، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، إن تأمين القرى والطرق القريبة من مدينة الفلوجة يمثّل الخطوة الأولى لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش". وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أن المرحلة المقبلة تتضمن التقدم نحو بقية قرى منطقة الحصي ونحو مركز المدينة.
من جهته، أكد النقيب في أفواج الطوارئ المشكلة من عشائر الأنبار، فلاح العيساوي، أن العملية العسكرية التي انطلقت أول من أمس (الخميس) لتطويق مدينة الفلوجة حققت أهدافها في أول عشر ساعات بعد تمكن القوات الأمنية من السيطرة على الطريق الذي يربط عامرية الفلوجة بمركز السلام والتلال المطلة على القرى التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" جنوبي الفلوجة. ولفت إلى أن العبوات الناسفة والمنازل المفخخة في منطقة الحصي تعيق تقدم القوات المشتركة نحو الفلوجة.
كما أشار إلى وجود مقاومة عنيفة من قبل عناصر "داعش" في قرية البوهوى، لافتاً إلى وجود معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم في قرية الفحيلات جنوبي المدينة. كما أكد تعرض تجمعات القوات المشتركة في عامرية الفلوجة إلى قصف بالصواريخ وقذائف الهاون أوقع قتيلين وخمسة جرحى.
وفي السياق، قال قائد لواء مقاتلي العشائر في بلدة كرمة الفلوجة، جمعة الجميلي، إن القوات العراقية ومسلحي العشائر، تمكنوا أمس الجمعة، من تحرير عدد من القرى التابعة لمنطقة النعيمية جنوب شرقي الفلوجة. وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ التقدم في تلك المناطق جاء متزامناً مع العملية العسكرية التي انطلقت يوم الخميس من عامرية الفلوجة تمهيداً لتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم "داعش".
وأكد آمر الفوج الأول في لواء مقاتلي عشائر كرمة الفلوجة، محمد مرضي، أن العملية الأمنية الواسعة في منطقة النعيمية أسفرت عن مقتل 27 عنصراً من تنظيم "داعش" وتدمير ثلاث تحمل رشاشات نوع أحادية. ولفت إلى أن القوات العراقية ومسلحي العشائر حققوا تقدماً واضحاً في منطقة الهيتاويين جنوب الفلوجة. وأشار إلى محاولة القوات المشتركة محاصرة تنظيم "داعش" وتضييق الخناق عليه في المحورين الجنوبي والشرقي للفلوجة، تمهيداً لعملية اقتحام المدينة.
وكان مجلس محافظة الأنبار قد أعلن أول من أمس عن انطلاق عملية تطويق الفلوجة تمهيداً لتحريرها، مؤكداً أن الهجوم بدأ من المحور الجنوبي انطلاقاً من بلدة عامرية الفلوجة. وقال عضو المجلس حميد الهاشم إن الحكومة المحلية عقدت اجتماعاً مشتركاً مع قيادة عمليات الجيش في الأنبار، وتم الاتفاق على تحرير الطريق الذي يربط البلدة بتقاطع السلام الذي يرتبط بمدينة الفلوجة، مبيّناً أنّ "العمليّة تشارك فيها القوات الأمنيّة العراقيّة ومقاتلو عشائر البوعيسى وهم أهالي عامريّة الفلوجة.
من جهته، أكد محافظ الأنبار، صهيب الراوي، أن تحرير الفلوجة سيكون أسرع من تحرير مدينة الرمادي، موضحاً خلال مؤتمر صحافي أن العمليات العسكرية حول الفلوجة تمثل البداية لتحريرها. وأشار إلى أنّ المحافظة تقوم بجهود كبيرة وتنسّق مع الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي لإعادة إعمار الأنبار ونشر الاستقرار فيها وتنظيم عودة عاجلة وآمنة للنازحين.
اقرأ أيضاً: العراق: أميركا تسلم أسلحة جديدة للقوات لمحاربة "داعش" بالأنبار