وقال الشيخ موفق العبيدي، وهو أحد شيوخ المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك إخفاقاً واضحاً في السيطرة على الملف الأمني في كركوك"، مبيناً أنّ "عمليات الاغتيال باتت تؤرق أهالي المحافظة، إذ إنّها تسجل بشكل شبه يومي، ولم تستطع القوات الأمنية وضع حد لها".
وتابع العبيدي أنّ "القوات المسؤولة عن الملف الأمني في كركوك، لم تستطع حتى اليوم القبض على أي شخص متورط بعمليات الاغتيال، ولم تحدد أي جهة تقف وراءها"، مبيناً أنّ "هذا العجز الواضح يطرح تساؤلات كثيرة، عن القدرة على السيطرة على الملف الأمني، أم أنّ الحال سيستمر على ما هو عليه الآن؟".
ودعا الحكومة، والجهات المسؤولة إلى "تبرير هذا الإخفاق، وتحديد الجهة المقصرة بواجبها، ومحاسبتها على عدم القدرة على حفظ الأمن"، داعيا الى "إيجاد حلول أمنية عاجلة لحفظ أمن كركوك.
بدوره، قال ضابط في قيادة شرطة المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات الاغتيال وأعمال العنف الأخرى في المحافظة، لا تحسب على مكون معين دون غيره، إذ إنها لم تستثنِ أحدا، ولا جهة معينة"، موضحاً أنّ "الجهات التي تعمل على إرباك أمن المحافظة، هي جهات إرهابية تقتل وتخطف تفجر، في سبيل زعزعة الأمن".
وبيّن الضابط أنّ "الخلل يكمن في عدم إكمال تطهير مناطق كركوك بشكل كامل، إذ إنّ القوات العراقية عجزت حتى اليوم عن السيطرة الكاملة على مناطق المحافظة، وإنّ عمليات التطهير التي تجريها اليوم في عدد من المناطق ليست بالمستوى المطلوب".
وأشار إلى أنّ "استمرار الحال على ما هو عليه اليوم، غير ممكن، فالملف الأمني في المحافظة مرتبك، والأوراق مختلطة، في وقت تتربص بعض الجهات بالعمل على تشويه سمعة قيادة الشرطة، وتحملها مسؤولية هذا الإخفاق، فيما يعد فيه الملف الأمني مشتركاً وليس من مسؤولية جهة أمنية دون غيرها".
وتطالب جهات سياسية في المحافظة، بضرورة الاهتمام بملفها الأمني، والعمل على تطهير المحافظة من بقايا الجماعات الإرهابية.
وقالت الجبهة التركمانية في كركوك، في بيان صحافي: "في الوقت الذي نشجب فيه عمليات الاغتيال في المحافظة، فإنّنا ندعو رئيس الحكومة حيدر العبادي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، إلى الاهتمام بملف الأمن في المحافظة"، مطالبة بـ"استكمال تطهير مناطقها الجنوبية والغربية والشرقية من المجاميع الإرهابية".
وشدّدت على "ضرورة إعطاء الأولوية لتحقيق الأمن في المحافظة، الذي يجب أن يكون بعيداً عن المجاملات السياسية والصفقات الانتخابية"، مطالبة العبادي بـ"إرسال لجنة تحقيقية لكشف ملابسات اغتيال مُدرس بجامعة كركوك وهو من المكون التركماني، والوصول إلى الجناة الذين يعملون على زعزعة الوضع الأمني في المحافظة، وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".