اتساع رقعة التظاهرات في بغداد... ومخاوف من توجه حكومي لفضها

بغداد

عادل النواب

avata
عادل النواب
ذي قار

محمد علي

avata
محمد علي
06 نوفمبر 2019
00CEFB13-1BA7-48FC-8B10-535BC483FF45
+ الخط -

يترقب الشارع العراقي بخوف وقلق بالغ معلومات يتم تداولها على الألسن منذ فجر الأربعاء حول نوايا حكومية بتنفيذ عمليات فض التظاهرات والاعتصامات بالقوة في مدن جنوبي البلاد وأبرزها البصرة وكربلاء وكذلك العاصمة بغداد، بعد قطع الإنترنت وفرض إجراءات جديدة قيدت وسائل الإعلام وحركة تنقل الصحافيين.

يضاف إلى ذلك أيضاً، الترويج لاتهامات جديدة للمتظاهرين مثل وجود مندسين ومخربين بينهم وإضراراهم باقتصاد البلاد وتعطيل المصالح العامة، في وقت تتزايد أعداد المتظاهرين في مدن جنوب ووسط البلاد وبغداد، وصاحب ذلك ولادة مناطق تظاهرات جديدة في تلك المناطق.

وشهدت العاصمة العراقية بغداد دخول مناطق تظاهر جديدة مع اتساع رقعة المتظاهرين، أبرزها منطقة حافظ القاضي وتقاطع جسر الشهداء وساحة الوثبة وسط بغداد، والتي يربط بينها وبين ساحة التحرير شارع الرشيد، الذي يقع فيه مبنى البنك المركزي العراقي ومصرف الرافدين الحكومي، وهو ما دفع السلطات الأمنية إلى إغلاق البنك احتياطا بعد اقتراب التظاهرات وتوجه قوات الأمن لفضها بقنابل الغاز والرصاص الحي.

وقال مراسل "العربي الجديد"، إن مناطق ساحة التحرير وجسري الجمهورية والسنك والأحرار ازدحمت بالمتظاهرين بعد الساعة الثانية من بعد ظهر الأربعاء قبل أن تتوسع إلى ساحة الوثبة وحافظ القاضي مرورا بشارع الرشيد، وحدثت مصادمات مع الأمن العراقي بعدما حاول متظاهرون عبور الجسر إلى جانب الكرخ من بغداد، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 30 مصابا بسبب قنابل الغاز والرصاص الحي، قبل أن تقطعه قوات الأمن ليصل عدد الجسور المغلقة على دجلة التي تربط الكرخ بالرصافة إلى 5 جسور هي الجمهورية والسنك والاحرار والشهداء والجسر المعلق.

وأكد أن المرضى وكبار السن المتوجهين إلى مدينة الطب عبر جسر الشهداء من الجانب الثاني (الكرخ) طلب منهم الترجل من السيارات والعبور مشيا إلى الرصافة، حيث تقع مستشفى مدينة الطب على الجانب الثاني.

إلى ذلك، أكد مسؤول طبي ببغداد وصول جثمان شاب قضى بفعل مضاعفات إصابته باختناق جراء قنابل الغاز، هذا اليوم، وذلك بعد نحو 9 ساعات من مقتل شاب آخر قرب جسر الجمهورية بنيران الأمن العراقي، التي صارت تفتش هواتف الداخلين والخارجين لساحة التحرير بحثا عن أي مقاطع قمع أو إطلاق نار أو ضحايا بحسب ما أكده ناشطون قالوا لـ"العربي الجديد"، إن خمسة من زملائهم تم اعتقالهم قرب ساحة التحرير.


مخاوف من ساعة صفر

ووسط شائعات وتسريبات مختلفة يتم تداولها عن نية حكومية لتنفيذ عملية لفض الاعتصامات بالقوة وفتح الطرق وتفريق المتظاهرين في الجنوب وبغداد مستغلة انقطاع الإنترنت مع حملة تصريحات تتهم المتظاهرين بالإضرار بالبلاد وإلحاق خسائر مالية وتعطيل المصالح العامة، فإن المتظاهرين في كربلاء والنجف والبصرة وذي قار وهي أبرز محافظات الحراك الجنوبي الحالي باشروا بوضع كاميرات مراقبة جديدة حول ساحات الاعتصام تخوفاً من أي انتهاكات يتعرضون لها، وقال ناشطون في الجنوب إنهم يتوقعون كل شيء ويحاولون أخذ الاستعدادات اللازمة.

ميدانياً بالجنوب أيضاً، ارتفع عدد ضحايا التظاهرات في الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى 6 شبان قضوا بنيران قوات الأمن العراقية، ثلاثة منهم في ميناء أم قصر الذي توقف كليا عن العمل بعد سيطرة التظاهرات على مداخله ومخارجه وثلاثة آخرين قرب مبنى المحافظة، حيث أحرقت قوات الأمن عدداً من خيام المعتصمين التي نصبوها قرب المبنى، فيما أغلقت قوات الأمن الشارع الحولي في منطقة شط العرب، والذي تقع فيه القنصلية الإيرانية بالكتل الإسمنتية تحسبا من سيناريو مشابه للقنصلية الإيرانية في كربلاء، عندما هاجمها محتجون وأنزلوا العلم الإيراني وأحرقوه.

كما سجل سقوط إصابات جميعها جراء قنابل الغاز في كربلاء وذي قار وتحديدا مدن الناصرية الشطرة وسوق الشيوخ أبرز مدن محافظة ذي قار، كما قطع متظاهرون جسورا رئيسية في الناصرية وطرقا تؤدي إلى مصفاة للنفط.

وفي القادسية كانت معالم الإضراب نهار الأربعاء أكثر من غيرها، حيث أغلق عدد من الدوائر الحكومية أبرزها الضريبة والبلدية والقائمقامية فضلاً عن المدارس والجامعة الرئيسة فيها (جامعة القادسية).

بالمقابل نفى القيادي البارز في التيار الصدري والمقرب من زعيمه مقتدى الصدر، حاكم الزاملي تقارير إعلامية تحدثت عن إيعاز الصدر لاتباعه بالانسحاب من التظاهرات، واصفاً تلك المعلومات بأنها "مفبركة"، و"مضللة".

وأضاف الزاملي لـ"العربي الجديد"، أن "أي حديث عن صدور أوامر أو توجيهات أو تعليمات من قبل السيد مقتدى الصدر بانسحاب المتظاهرين غير صحيحة"، مبيناً أن "السيد الصدر لم يصدر أي أمر لنزول التيار الصدري إلى الشارع والمشاركة بالتظاهرات حتى يأمره بالانسحاب، فهو دعم مطالب الشعب وحقهم بالتظاهر والتيار الصدري جزء مهم من هذا الشعب".

وتابع "الصدر داعم ومؤيد للتظاهرات الشعبية وهو أعلن بشكل صريح وواضح دعمه لها، ولا توجد أي توجيهات بانسحاب التيار الصدري منها، فكل مواطن عراقي له الحرية في المشاركة وهو حر بما يقرره".

فيما اعتبر عضو الحزب "الشيوعي" العراقي في بغداد علي السراي تلك التقارير بأنها غير جديدة، حيث سبق أن تم تزوير بيان باسم الصدر يحمل نفس المحتوى قبل أيام"، وأضاف السراي لـ"العربي الجديد"، عمليا التظاهرات عراقية شعبية وعفوية لكن مثل هكذا تقارير تهدف لإرباك الناس وإيهامهم بفشل حراكهم أو خذلانهم".

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.