العراق: "العصائب" تستقطب حلفاءها بـ"الحشد الشعبي" ضد تيار الحكيم

12 يناير 2019
توتر بين المليشيات العراقية(Getty)
+ الخط -
تصاعد التوتر الذي ساد، أخيراً، بين مليشيات "عصائب أهل الحق" المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" من جهة، وتيار "الحكمة" الذي يتزعمه عمار الحكيم من جهة أخرى، على خلفية نشر فضائية مملوكة للأخير معلومات عن تورط "العصائب" باغتيال صاحب مطعم شهير في بغداد.

وأكد عضو بكتلة "صادقون"، التي تمثل "العصائب" في البرلمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المليشيات تنوي اللجوء إلى القضاء من أجل رد الاتهامات التي وجهتها إليها فضائية الفرات التابعة لتيار الحكمة، خلال الأيام الماضية، بشأن التورط بعمليات اغتيال في بغداد، مضيفاً أن قيادات "عصائب أهل الحق يعتبرون ما صدر عن الفضائية المذكورة إساءة لتضحيات الحشد الشعبي الذي قاتل تنظيم داعش الإرهابي خلال السنوات المنصرمة".

وفي السياق، عقد الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، أمس الجمعة، اجتماعاً في بغداد مع القيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، ورئيس تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) هادي العامري، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي همام حمودي، وعدد آخر من قيادات "الحشد" لمناقشة تطورات الأزمة مع تيار "الحكمة".

وحذّر المجتمعون، في بيان، جهة سياسية (في إشارة إلى تيار الحكمة) من الفتن، والأضرار التي يمكن أن تلحق بوضع البلاد الأمني والمجتمعي، معتبرين ما حدث، أخيراً، عبارة عن مشاريع استهداف لـ"الحشد الشعبي" وفصائله ورموزه التي تقوم بها جهة سياسية معروفة تمتلك فضائية، وجيوشا إلكترونية، بحسب البيان.

وطالبوا هذه "الجهة بالتوقف فوراً عن هذه السياسية"، لافتين إلى أنهم "سيمنحون فرصة لجهود رئيس الجمهورية برهم صالح لحل الأزمة".

كما دعوا جماهيرهم إلى تأجيل التظاهرات التي كانوا ينوون القيام بها لحين ظهور تغيير فعلي في سياسات استهداف "الحشد".

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أجرى، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لـ"العصائب" قيس الخزعلي، طالباً منه تخفيف حدة التوتر لفسح الطريق أمام مساعي حل الأزمة.

إلى ذلك، وجّه شباب تيار الحكمة رسالة للخزعلي بدأوها بالقول "من كان بيته من زجاج فلا يرم الناس بالحجارة"، معتبرين أن هجوم "العصائب" على تيار "الحكمة" يمثل استهدافاً "ممنهجا وسافراً وظالما لمشروع التيار". وطالبوا زعيم "عصائب أهل الحق بمحاسبة أتباعه الذين سرقوا منازل المسيحيين، واستولوا عليها في حيي الكرادة وزيونة في بغداد"، بحسب الرسالة.

وبدأ السجال في هذه الأزمة بعد نشر قناة "الفرات" الفضائية، المملوكة من تيار "الحكمة"، أنباء عن قيام السلطات العراقية بالقبض على قاتل صاحب مطعم "ليمونة" الشهير شرق بغداد، مبيّنة أنّ قوى الأمن وجدت عند الشخص المتهم بالقتل بطاقات تبيّن انتسابه لمليشيات "العصائب".

كما بثت القناة ذاتها تسجيلاً صوتياً يشير إلى قيام اللجنة الأمنية لـ"العصائب"، بتهديد أستاذ جامعي في محافظة البصرة (جنوبا)، بذريعة أنّه تطاول على عضو البرلمان العراقي عن المحافظة عدي عواد.

المساهمون