العبادي يعلن السيطرة على جامع النوري والحدباء وطرد مسلحي "داعش"

29 يونيو 2017
المعارك شهدت أكثر من 30 هجوماً للتنظيم(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -


أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الخميس، أن تحرير جامع النوري ومنارة الحدباء، اليوم، يمثل إعلانا فعليا لانتهاء "دولة داعش" التي أعلن عنها قبل ثلاثة أعوام في العراق وسورية.

ونقل المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عن العبادي قوله إن "تفجير الدواعش جامع النوري ومنارة الحدباء وإعادته اليوم إلى حضن الوطن يمثل إعلانا بانتهاء دويلة الباطل الداعشية"، مؤكدا أن "القوات العراقية ستبقى تلاحق عناصر تنظيم داعش بين قتل وأسر حتى القضاء عليهم في العراق".

وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، صباح النعمان، اليوم، إن القوات العراقية تمكنت من القضاء على تنظيم "داعش" بشكل عام في الموصل التي اجتاحها منتصف عام 2014، مبينا خلال تصريح صحافي أن "التنظيم انتهى في المدينة القديمة"، مشيرا إلى "انهيار جميع خطوط الدفاع التابعة لـ"داعش"".

وبعد قتال عنيف استمرّ ست ساعات متواصلة بدعمٍ غير مسبوق من مقاتلات أميركية وفرنسية، نجحت القوات العراقية المشتركة في اقتحام المربع الأهم في مدينة الموصل، الذي يضم جامع النوري والمنارة الحدباء، حيث معقل تنظيم "داعش" الأول، والمكان الذي أعلن منه أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، عن خلافته المزعومة على العراق وسورية.


وأطبقت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، والجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، بقوةٍ قوامها نحو 5 آلاف جندي، على منطقة السرج خانة، التي تضم جامع النوري والمنارة الحدباء، ضمن الموصل القديمة في ساحل الموصل الأيمن.

وسُجل أكثر من 30 هجوماً انتحارياً للتنظيم، في محاولة مستميتة لوقف تقدم القوات العراقية المشتركة، وفقاً لمعاون قائد المحور الشمالي في الجيش العراقي، العقيد أحمد عبد الرحمن، الذي أكد أن انتزاع الجامع والمنارة، يمثل نهاية مشروع الخلافة الحقيقي.

كما بيّن العقيد أن انهياراً سريعاً حدث لأفراد التنظيم في كل المحاور، بفعل القصف الجوي الذي سهّل المهمة في الساعتين الأخيرتين من الهجوم، لافتاً إلى أن المعركة على وشك الانتهاء، وإعلان تحرير كامل المدينة قريب جداً.

في هذه الأثناء، قالت مصادر محلية مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن عشرات المدنيين قُتلوا خلال معارك الساعات الماضية، التي سبقت تحرير جامع النوري والمنارة الحدباء.

ووفقاً لمصادر داخل الموصل، فإن ما لا يقل عن 80 مدنياً قتلوا في تلك المعارك، غالبيتهم من الأطفال والنساء، سقط أكثر من نصفهم بفعل القصف الجوي.

وكان قائد عمليات "قادمون يا نينوى" قد أكد، في وقت سابق، أن قواته استعادت، صباح الخميس، موقع جامع النوري ومنارة الحدباء في منطقة السرج خانة من قبضة تنظيم "داعش"، في الساحل الأيمن لمدينة الموصل.

وأوضح الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أن "قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب سيطرت على جامع النوري والحدباء في السرج خانة" بالمدينة القديمة.

وكان مسلّحو التنظيم قد فجّروا الجامع ومئذنته التاريخية، الأسبوع الماضي، ما أثار تنديدا دوليا واسع النطاق.

ورجح عضو مجلس الموصل (الحكومة المحلية)، أحمد الحمداني، أن يكون لانتزاع النوري والحدباء من قبضة "داعش"، تأثير سلبي للغاية على معنويات أفراد التنظيم.

وأوضح، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "رمزية الجامع بالنسبة لمقاتلي تنظيم داعش تعتبر بمثابة رمزية زعيم التنظيم نفسه، أبوبكر البغدادي، لذا أعتقد أن المنجز لن يكون على حساب العراق أو الموصل فحسب، بل على سورية أيضاً، وحتى أفرع التنظيم في دول أخرى".

وأعلن قائد الحملة العسكرية في الموصل "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، الخميس، تحرير منطقة السرجخانة في الموصل القديمة من قبضة تنظيم "داعش"، كما أعلن قائد الشرطة الاتحادية العراقية، الفريق رائد شاكر جودت، في وقت سابق من اليوم، عن تحرير كنيسة الساعة وجامع عمر في باب جديد بمحيط الموصل القديمة.