العالم يبدأ التصدي جديّاً لوباء إيبولا

11 أكتوبر 2014
جهود مكافحة إيبولا تتواصل (GETTY)
+ الخط -
تواصل دول العالم بذل جهود استئصال تفشي فيروس إيبولا القاتل الذي يتفاقم "كل يوم" فيما تحسنت حالة الممرضة الإسبانية المصابة بالحمى النزفية، السبت، بعد إعطائها دواء تجريبيّاً.
وخضع مسافرون لإجراءات مسح، وأجريت تمارين اختبار الجهوزية، فيما حذر مسؤول في الأمم المتحدة عاد من غرب أفريقيا من أن الفيروس الذي أودى بحياة ما يزيد عن 4 آلاف شخص، يسابق جهود مكافحته.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة العاجلة في شأن إيبولا، أنتوني بانبوري، لمسؤولي الأمم المتحدة بعد جولة في ليبيريا وغينيا وسيراليون، الدول الأكثر تضرراً بالفيروس "إن الفيروس يتقدم علينا بأشواط وفي كل يوم يزداد الوضع سوءاً". وقال "علينا أن نعمل معاً لنوقف انتشاره إلى دول أخرى وضمان أن تكون لدى الدول الجهوزية للكشف بسرعة عن الفيروس والسيطرة عليه واستئصاله إذا ما وصل".

وفي البرازيل قالت وزارة الصحة: إن الفحوص أكدت عدم إصابة مواطن من غينيا بالحمى النزفية بعد وضعه في الحجر الصحي. لكن مخاوف تفشي الفيروس مستمرة في أوروبا.
وتركز الانتباه في مدريد على الممرضة تيريزا روميرو (44 عاماً) أول شخص أصيب بالفيروس خارج أفريقيا. وقال مصدر طبي، السبت، إن حالة روميرو "تحسنت، وهي في كامل وعيّها وتتكلم من وقت لآخر عندما تكون في مزاج جيد". وأضاف أن وضعها "خطر لكنه يتحسن".

ولكن اللجنة المكلفة إدارة الأزمة قالت، إنه لا يمكن الحديث عن أي "تطور ملحوظ" وأن وضع المريضة "مستقر ولكنه خطر".

وبدأ الأطباء علاج روميرو بالدواء التجريبي زد-ماب في ساعة متأخرة الجمعة، بحسب المصدر. وليس هناك لقاح بعد أو علاج متوفر على نطاق واسع للمصابين بالحمى النزفية، لكن زد-ماب هو أحد العقاقير العديدة التي يتم تسريع العمل على تطويرها.

ويعتقد أن روميرو أصيبت بالفيروس أواخر سبتمبر/أيلول الماضي في المستشفى عندما كانت تعتني بمبشر إسباني أعيد إلى بلاده بعد إصابته بإيبولا في أفريقيا.

 


ويخضع 16 شخصاً آخرين للمراقبة، معظمهم من موظفي مستشفى كارلوس الثالث، حيث تعالج روميرو. وأكد المستشفى أنه لم تظهر على أي منهم أعراض المرض. وأكد المسؤولون في مستشفى مدريد عدم وجود أي خطر لانتشار الفيروس من الأشخاص الخاضعين للمراقبة، وبينهم زوج تيريزا روميرو.

ودعت وزارة الصحة الإسبانية، الجمعة، المواطنين إلى "مواصلة نشاطاتهم اليومية بشكل عادي" بعد سلسلة من البلاغات الكاذبة عن انتشار أوسع للفيروس. وقالت الشرطة، السبت، إنها اعتقلت رجلاً في مدينة قادش جنوب إسبانيا، تسبب في اطلاق إنذار بعد ادعائه الإصابة بعوارض إيبولا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن 4033 شخصاً توفوا بالحمى النزفية التي يسببها فيروس إيبولا حتى الثامن من أكتوبر/تشرين الأول من بين 8399 إصابة سجلت في سبع دول.

ويأتي ارتفاع عدد حالات الوفاة، فيما قالت الأمم المتحدة، إنه لم يتم حتى الآن تلقي أكثر من 25 في المائة من الأموال المطلوبة لمكافحة إيبولا استجابة لندائها في جمع مليار دولار.

وأجرت بريطانيا تمارين مدتها ثماني ساعات في أنحاء البلاد، السبت، لاختبار مدى جهوزيتها لمواجهة انتشار الفيروس. وشارك فيها أشخاص ادعوا إصابتهم بإيبولا إضافة إلى طواقم طبية تقوم بعلاجهم في أماكن لم يكشف عنها في البلاد.

وعززت بريطانيا والولايات المتحدة إجراءات المراقبة في مطارات رئيسية مثل هيثرو في لندن وكينيدي في نيويورك.


وفي أميركا اللاتينية أعلنت كل من البيرو وأوروجواي تدابير مشابهة في المطارات، فيما تعتزم المكسيك ونيكاراجوا تشديد الضوابط للمهاجرين إلى الأراضي الأميركية كإجراءات وقاية. ونصحت الحكومة الكندية مواطنيها بمغادرة دول غرب أفريقيا التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات. كما اتخذت تدابير على حدودها لمراقبة المسافرين الأكثر عرضة للإصابة المحتملة. وطلبت الأمم المتحدة وقادة غينيا وليبيريا وسيراليون مزيداً من المساعدة في مواجهة الفيروس في أفريقيا.

وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان الياسون، إنه لم يتم حتى الآن تلقي أكثر من ربع "المليار دولار المطلوبة" لمكافحة الفيروس. وناشد الأطباء والممرضين وغيرهم من الكوادر الطبية الانضمام إلى الجهود.

والتقى رئيس غينيا، الجمعة، رئيس صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، التي وعدت بأن الصندوق "جاهز للقيام بالمزيد عند الضرورة".

وامتدت المخاوف من إيبولا إلى عالم الرياضة إذ طلب المغرب تأجيل تنظيم كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي يستضيفها مطلع 2015 من 17 يناير/كانون الثاني إلى 8 فبراير/شباط. غير أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أكد أنه لن يقوم بأي تعديل.
وقال وزير المالية في سيراليون، كيفالا مراه السبت، إن تبعات فيروس إيبولا تشبه تبعات "الحظر الاقتصادي" على الدول المصابة بالوباء، لأنه يعزلها عن باقي العالم ويشل النشاط الاقتصادي فيها.

وظهر بعض الأمل مع إعلان وزير الصحة الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، السبت، أن العلماء الروس سيتمكنون خلال ستة أشهر من توفير ثلاثة لقاحات ضد فيروس إيبولا الذي يتسع انتشاره بعد أن تسبب في وفاة أكثر من أربعة آلاف شخص في غرب أفريقيا بشكل خاص.

ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن الوزير قولها في لقاء تلفزيوني "لقد طورنا ثلاثة لقاحات، ونعتقد أنها ستكون جاهزة خلال الأشهر الستة المقبلة". وقالت: إن أحد هذه اللقاحات التجريبية "بات جاهزاً للتجربة السريرية"، أي على متطوعين.

وأوضحت أن أحد هذه اللقاحات تم تطويره من نسخة غير فاعلة للفيروس. ولم تسجل روسيا أية إصابة بالمرض، ولكنها أرسلت في نهاية أغسطس/آب فريقاً من علماء الحميات ومختبراً متنقلاً للمساهمة في جهود مكافحة إيبولا في غينيا.

ولا توجد أدوية معتمدة لعلاج المرضى أو لقاحات فاعلة في حين تجرى تجارب في دول عدة، وخصوصاً في بريطانيا وكندا. وهناك لقاحان تعمل على أحدهما شركة جلاكسو-سميثكلاين البريطانية، والآخر هيئة الصحة العامة الكندية على أن تسوقه شركة نيولنك جنيتيكس الأميركية. وبدأت جلاكسو-سميثكلاين تجارب سريرية على لقاحها في مالي المجاورة لغينيا. وينتظر صدور النتائج الأولية للقاحين التجريبيين خلال الشهرين المقبلين على أن تبدأ بعدها المرحلة الثانية لتحديد فاعلية اللقاح في الدول المصابة في بداية 2015.

وتصل معدلات حالات الوفاة بإيبولا إلى 90 في المائة من المصابين، وينتقل من خلال الملامسة المباشرة لدماء أو سوائل أو سعال أو أنسجة المرضى أو الحيوانات المصابة.