شهدت أصناف عديدة من الخضروات المعروضة في أسواق قطاع غزة التجارية ارتفاعا ملحوظاً في أسعار بيعها، مقارنة بأسعارها قبل قرابة الأسبوعين، الأمر الذي أدى إلى تذمر المواطنين وحال دون شرائهم للخضروات بالكميات المطلوبة.
وأرجع المدير العام للإدارة والتسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، سبب ارتفاع أسعار الخضروات خلال الفترة الحالية إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة المحيطة بشكل عام، الأمر الذي يقلل من إنتاج المحصول الزراعي وبالتالي يتراجع مستوى العرض في السوق بالتزامن مع ازدياد الطلب.
وأوضح السقا لـ "العربي الجديد" أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى عدم قدرة الثمرة على عقد نفسها، خصوصاً في الزراعات المكشوفة أو الصيفية التي تتأثر بدرجات الحرارة كالبندورة والخيار، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار مؤقت ومرهون بانخفاض درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة.
ونبه إلى أن وزارة الزراعة أوقفت تصدير الخضر إلى خارج غزة بعد ندرة الكميات الموجودة بالسوق المحلي وارتفاع أسعارها، وذلك بهدف التخفيف من تداعيات الأزمة على المواطنين، مؤكدا أن غلاء الأسعار يرجع لقلة الإنتاج وأن الإشاعات التي تتحدث عن احتكار التجار للخضر أو تصديرها للخارج غير صحيحة.
وبيّن السقا أن قرابة أربعة آلاف طن من البصل ستدخل إلى غزة خلال الثلاثة أيام المقبلة بهدف سد العجز حالياً في الأسواق، وذلك بعد أن فتحت سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري بعد إغلاقه لمدة أسبوع كامل، بحجة الأعياد اليهودية والإجازات الأسبوعية.
ووصل سعر بيع كيلوغرام البندورة لـ 7 شواكل والخيار لخمسة شواكل و5 شواكل للبصل، بينما حافظت غالبية أصناف الفواكه على أسعارها المعتادة والتي تستورد في الغالب من الأسواق الخارجية عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، (الدولار يعادل 3.90 شواكل).
وتسود حالة من التذمر والترقب صفوف المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار بعض الخضروات، الأمر الذي أجبرهم على تقليص مشترياتهم والحد من مستوى الإنفاق في ظل سلسلة من الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بسكان غزة منذ عدة سنوات.
اقرأ أيضاً: إغراق حدود غزة بالمياه يهدد زراعة رفح
من ناحيته، ذكر المزارع محمد ريحان لـ "العربي الجديد" أنّ أسعار غالبية أصناف الخضروات الموجودة في السوق طوال أيام العام تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية السائدة، مرجعاً سبب ارتفاع الأسعار بين الحين والآخر إلى التغييرات الجوية الطارئة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تؤثر على عمل المزارعين وأراضيهم.
وبين ريحان أنّ من أسباب ارتفاع أسعار بعض أصناف الخضروات والفواكه، ارتباط دخولها وتوفرها في الأسواق المحلية بفتح معبر كرم أبو سالم الحدودي، الخاضع لسيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والذي يعد المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي ومن خلاله تدخل مختلف احتياجات سكان غزة.
وخلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، صيف العام الماضي 2014، استهدفت صواريخ الاحتلال وقذائفه من البر والجو وعبر الزوارق الحربية من البحر مئات الأراضي المزروعة بالخضر والفواكه والمنتشرة بكافة مناطق القطاع.
وفور انتهاء الحرب الأخيرة، اشتكى عدد من المزارعين من تراجع القدرات الإنتاجية لأراضيهم، خصوصاً في المناطق الحدودية، التي كانت تتعرض على مدار الساعة لوابل من القذائف المتفجرة، مع موت العديد من الأشجار دون سبب ظاهر وجفاف الكثير من المحاصيل.
ونجح القطاع الزراعي في غزة خلال السنوات السابقة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من أصناف الفواكه والخضروات، لكن الحروب الإسرائيلية الثلاث التي شنت على القطاع في السنوات السبع الماضية والاعتداءات المتكررة، أرجعت معدلات الاكتفاء إلى نقطة الصفر بعد تخريب وتجريف مئات الدونمات الزراعية.
اقرأ أيضاً: الصقيع يرفع أسعار الخضروات الفلسطينية