الطعام وعلاقته بعلم النفس

22 فبراير 2015
لماذا يحبّ البعض الفلفل الأحمر (Getty)
+ الخط -
كيف نحبّ أطعمة تربّينا على كرهها؟ هل من الممكن أن نتقبلها، فلا تعود تثير فينا ذلك النفور المعهود؟ ولماذا يحبّ بعضنا الصلصة الحارة أو الفلفل الأحمر ولا يستغني عنه في أيّة وجبة، بينما لا يتحمل آخرون طعمه اللاذع؟

كلّ هذه الأسئلة يفسّرها المختص في علم النفس الثقافي، بول روزين، من خلال اختصاصه، بحسب موقع إذاعة "إن بي آر" الأميركية. فهو يعيد التحول في الذائقة إلى "ضغط اجتماعي". فالشخص "يعوّد نفسه" بتأثير من المجتمع أو البيئة المحيطة على تناول المأكولات الحارة.

يدرس روزين، الأستاذ في جامعة بنسلفانيا الأميركية، سلوكيات الأكل منذ عقود. واستند الكاتب جون ماكويد في كتابه المنشور أخيراً "فن ما نأكل وعلمه" إلى أبحاث روزين بالذات.

يقول روزين إنّ حاسة الذوق أحد خصائصنا كبشر. ويشير إلى أنّ زوجته، إليزابيث روزين، ألفت كتاباً عن نكهة التوابل عرضت فيه نظرية خاصة حول المأكولات المتبلة، وفيه أنّ معظم المأكولات في العالم، ما عدا شمال أوروبا، لديها نكهتها الخاصة والمميزة المرتبطة بالتوابل.

ويشير روزين إلى أنّ الاعتياد على المأكولات الحارة مثلاً، ينشأ من المتوافر من طعام. فمع انتشار مأكولات ذات نكهة معينة في مجتمع ما، وتوارثها وطبخها في المنازل، يصبح من الصعب على فرد أن يقرر الانفراد وحده في الامتناع عنها. فذلك يعني وببساطة جوعه المؤكد. وما يفضله اللسان يزول تدريجياً مع تعرضه يوماً بعد يوم إلى ما لا يفضله، حتى يصبح اعتيادياً. والدماغ كاللسان في هذه الحالة، يعتاد على تقبل ذلك النوع من المأكولات، بضغط نفسي- اجتماعي عليه. والأمثلة هنا كثيرة من المأكولات الحارة والحلوة والمرة إلى المشروبات الساخنة والباردة على اختلاف أنواعها.

أما أهم ما اكتشفه روزين في أبحاثه، فيقول إنّ المفاجئ هو أنّ بعض النكهات التي قد تكون الأسوأ على الإطلاق بالنسبة لشخص ما، يمكن أن تتحول إلى نكهة مفضلة تدريجياً. وكلّ ذلك بتأثير نفسي- اجتماعي.
دلالات