يتمتع لبنان بجغرافية نادرة وفريدة في الشرق الأوسط، فجباله التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3000 م، تحتضن إلى جانب الينابيع الغزيرة، والوديان الساحقة تجاويف ومغاور تبهر الناظر إليها لتنوعها الجمالي المتميز، والتي وهبت به دون غيرها.
والمغارات الطبيعية في لبنان، بدهاليزها وشعابها الضيقة، وهياكلها وقاعاتها الفسيحة التي نحتتها الطبيعة عبر ملايين السنين، تشكل عالماً جوفياً رائع الجمال يعجز لسان المرء أحيانا عن وصفه.
وآخر اكتشافات المغاور الطبيعية، مغارة طبيعية يقدّر عمرها بآلاف السنين، اكتشفها أهالي بلدة "مجدل زون"، قضاء مدينة صور (جنوب لبنان)، والتي تبعد عن العاصمة اللبنانية 102 كلم، وترتفع حوالي 440 متراً عن سطح البحر. وهذه المغارة تضاهي بجمالها مغارة "جعيتا" من حيث النوازل والصواعد التي تتدلى من سقفها، فهي عبارة عن تجاويف وشعاب ضيقة، وردهات وهياكل نحتتها الطبيعة، وتسربت إليها المياه الكلسية لتشكل مع مرور الزمن شكلاً رائعاً من المنحوتات والأشكال والتكوينات الجميلة.
يقول حسين الدر، المكلف برئاسة بلدية مجدل زون لـ "العربي الجديد": تقع المغارة في الجهة الغربية من البلدة على سفح جبل، وقد تم اكتشافها صدفة من قبل بعض الأهالي بعدما انزلقت التربة بفعل الأمطار الغزيرة التي أتت على البلدة.
وأضاف، أنه خلال وجود قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في البلدة، استحدثت تلك القوات مطمراً للنفايات في سفح الجبل، إلا أنه بعد مغادرتهم البلدة انهار جزء من المطمر، وظهرت خلفه حفرة عميقة، تبين أنها مغارة تحتوي على أشكال منحوتة متدلية من السقف، بالإضافة إلى جوانب المغارة، التي نحتتها الطبيعة بطريقة فائقة الجمال.
يؤكد الدر، أنه بعد الانتهاء من مرحلة التنقيب والحفر، ستكون مغارة "مجدل زون" مقصداً للسياح العرب والأجانب لما تحويه من لوحات فنية رسمتها الطبيعة، والمياة الكلسية المتسربة إلى جوف الأرض.
ولفت إلى أن المشكلة التي تواجههم هي أن وزارة السياحة لم تصنف المغارة بعد من ضمن الأماكن السياحية في لبنان، لذلك قريباً ستقوم البلدية بإنشاء درج وحواجز حديدية محاولة أن تكون المغارة مقصداً للسياح لما لها من جمالية.
اقرأ أيضاً: أزياء لبنان في أسبوع الموضة الباريسي