يخيم القلق على أسواق السلع والأسهم العالمية من تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أعلنت بكين، اليوم الإثنين، أنها سترد إذا نفذت واشنطن تهديدها بفرض رسوم جمركية جديدة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وأثرت التوترات، سلبا على الأسهم الأوروبية، اليوم، وسط أداء سيئ على نحو خاص لأسهم الشركات الحساسة لحركة التجارة مثل السيارات والتعدين.
وقال غينغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وفق ما أوردته فرانس برس، إن أي محادثات بين البلدين ينبغي أن تكون على قدم المساواة، مشيرا إلى أن بلاده سترد على الرسوم الأميركية الجديدة.
وأمس الأحد الماضي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مسؤولين صينيين القول إن الحكومة الصينية قد ترفض المشاركة في محادثات التجارة المقترحة مع الولايات المتحدة في وقت لاحق من سبتمبر/أيلول الجاري.
وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت إجراء المحادثات، لكنها في الوقت نفسه مضت قدما في خططها لفرض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الصينية، بحسب الصحيفة.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول صيني كبير القول إن بلاده لن تتفاوض "والبندقية موجهة إلى رأسها". ويقترح مسؤولون آخرون يقدمون المشورة لقادة البلاد أن تفرض الصين حدودا على بيع المكونات والإمدادات التي تحتاجها الشركات الأميركية، مستخدمة بذلك "قيود تصدير" لتهديد سلاسل إمداداتها.
كان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قد اقترح بدء محادثات تجارية جديدة قرب 20 سبتمبر/ أيلول الجاري. وشرعت الصين في مناقشة خطط الحضور، لكنها بدأت تعيد التفكير في المشاركة بسبب إعلان ترامب نهاية الأسبوع الماضي عن الرسوم الجديدة.
وافتتحت أسعار النفط بداية تعاملات الأسبوع، اليوم الإثنين، على تراجع، ليخسر خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم نوفمبر/ تشرين الثاني نحو 12 سنتا عن آخر جلسة يوم الجمعة الماضي، ليصل إلى 77.97 دولارا للبرميل، بانخفاض بلغت نسبته 0.14%. كما هبطت عقود الخام الأميركي تسليم أكتوبر/تشرين الأول بنسبة 0.12% أو 8 سنتات، إلى 68.69 دولارا للبرميل.
وتتأثر أسعار النفط هبوطا، بعودة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لأنها تخفض الطلب على الخام، الذي يعد وقود التصنيع الرئيس.
وتأتي الرسوم الأميركية الجديدة على الرغم من تحذيرات بنك "غولدمان ساكس" الأميركي، من أن تصعيد الحرب التجارية ربما يقود تلقائياً إلى انهيار في سوق المال الأميركية التي ترتبط العديد من شركاتها بالسوق الصينية.
ورسم كبير استراتيجيي الاستثمار في المصرف الأميركي، ديفيد كوستين، في تحليل هذا الأسبوع، مستقبلاً قاتماً لـ"وول ستريت"، في حال مضى الرئيس الأميركي ترامب في حربه التجارية مع التنين الصيني إلى النهاية.
كان ترامب قد أعلن قبل نحو خمسة أشهر عن فرض رسوم تجارية على السلع الصينية بقيمة 50 مليار دولار، فيما بلغ حجم واردات الولايات المتحدة من الصين العام الماضي 505 مليارات دولار.