منذ نجاح ثورة النفط الصخري، تتجه الصادرات النفطية شرقاً إلى الصين وجنوب شرقي آسيا، أكثر من توجهها نحو أميركا وأوروبا. وتشير الإحصائيات الصينية الخاصة بواردات الطاقة إلى أن الصين تستورد قرابة مليار برميل سنوياً من النفط العربي. ومن المتوقع إرتفاع حجم الواردات الصينية من النفط العربي خلال الأعوام المقبلة، مع الاكتفاء التدريجي للسوق الأميركي من إنتاجه وإنتاج كل من كندا والمكسيك.
وحسب تقديرات نشرها معهد تابع لهارفارد. فإن واردات أميركا من النفط ربما تنخفض إلى 500 الف برميل في العام 2040. وهذا يعني أن أهمية الصين للإقتصادات العربية التي تعتمد على النفط تتزايد مع مرورو الزمن وبالتالي ترتفع مخاطر الإقتصاديات العربية من إي إضطراب في الإقتصاد الصيني .
وتشير الإحصائيات الأميركية الصادرة أخيراً، إلى أن واردات الصين من النفط كانت أكبر من أميركا، في أبريل/نيسان الماضي، حيث استوردت في ذلك الشهر 7.4 ملايين برميل يومياً، مقارنة بواردات أميركا البالغة 7.3 ملايين برميل يومياً. وذلك وفقاً لإحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وإضافة إلى النفط تستورد الصين كميات ضخمة من البتروكيماويات السعودية.وفي حال تدهور النمو الصيني، فإن ذلك سينعكس على الطلب العالمي على النفط وأسعاره، وبالتالي سينعكس ذلك سلباً على نمو اقتصاديات هذه الدول.
وتستورد الصين في المتوسط حوالى 7.3 ملايين برميل يومياً، مقارنة بالاستيراد الأميركي البالغ 7.08 ملايين برميل يومياً. ومن هذا المنطلق يمكن النظر إلى تداعيات اضطرابات الصين على أسعار النفط التي تنهار بشكل حاد تبعاً للتدهور في السوق الصيني.
ولكن تأثير الصين على النفط العربي لا يقف عند حد حجم الاستهلاك، وإنما يزداد التأثير بسبب أن الصين تعكف منذ سنوات على ملء خزانات الاحتياطي الاستراتيجي من النفط الذي تخطط له أن يبلغ 250 مليون برميل يومياً.
والآن الصين في المرحلة الثانية من الاحتياط الاستراتيجي، وربما تتوقف إذا لم تتمكن من وقف التدهور الاقتصادي. ومعظم الكميات الإضافية التي تشتريها الصين لملء خزانات الإحتياطي الاستراتيجي تشتريها الصين من دول مجلس التعاون وتحديداً السعودية، إضافة إلى كميات متأرجحة صعوداً وهبوطاً من النفط الإيراني
اقرأ أيضاً: العرب وأزمة الصين.. مكاسب أكثر من الخسائر