الصحافيون المصريون: موسم الهجرة

25 نوفمبر 2014
يريد الصحافيون مغادرة بلادهم (GETTY)
+ الخط -
في ظل ما يشهده الشارع المصري وتحديداً الشباب من تشاؤم في مستقبل بلادهم، غزت هذه الموجة الأوساط الصحافية، وبات الهاجس الأكبر عند قسم كبير من الصحافيين واحد: الهجرة إلى الخارج.
أحمد المقدامي صحافي مصري مقيم في إحدى الدول العربية، سافر بحثاً عن مكان عمل يقدّر مهنته وتفانيه في عمله. ويقول المقدامي لـ "العربي الجديد" إنّ الدوافع وراء هجرة الصحافيين من مصر عدة: أولها مستوى الأجور المنخفض، إذ يبدأ الصحافي العمل من دون أجر، "فبعض الصحف تصرّ على عمل الصحافي لديها مدة لا تقل عن 3 شهور ولا تزيد عن 6 شهور مجاناً حتى يثبت كفاءته... وبعد مضي تلك المدة لا يتم تعيينه حتى لا يطالب بالتثبيت فى النقابة، بل يتم إعطاؤه مكافأة مالية في شكل مرتب، ولكن دون سند قانوني حتى لا يستغلها الصحافي في قضايا ضد الجريدة". وتتراوح المرتبات في تلك الحالة بين 150 جنيهاً حتى 1500 جنيه. وأوضح المقدامي أن مهنة الصحافة في الدول الأخرى لها أهميه بالغة "فهناك الراتب يصل إلى 10 آلاف جنيه مصري، ومن الممكن أن يبلغ أضعاف ذلك مرتين على حسب المكان والدولة". ويؤكد أن مساحة الحرية في الكتابة في بعض الدول محدودة وهناك ملايين الخطوط الحمراء، لكن على الأقل هناك الحافز المادي يعوّض الصحافي.
نورهان طمان، صحافية في عدة صحف مصرية، صرحت لـ "العربي الجديد": "كنت وما زلت من أشد المعارضين للإرهاب الذي تشهده البلاد، ولكن الظروف المعيشية أصبحت غير محتملة، فانسداد الحياة السياسية وغياب الرؤية يؤدي إلى التعبئة والغضب شيئا فشيئا"، مشيرة إلى أن فكرة الهجرة أصبحت طلباً ملحاً "خصوصاً وأني أعمل فوق العشر ساعات يومياً ولا أحصل على أكثر من 1500 جنيه، وأعلم أن عدد ساعات العمل خارج البلاد أقل وبمرتبات مجزية، مقارنة بما أتقاضاه هنا، فضلاً عن أن مهنة الصحافة الآن أصبحت أشبه بجريمة نعاقب عليها إذا انتقدنا النظام الحاكم".
حسام عبد المحسن، مصور صحافي، أشار إلى أن أسباب سعيه للسفر هي "عدم ملاءمة المرتبات في المؤسسات الصحافية المصرية للظروف المعيشية في مصر... بالإضافة لاستحالة العمل في الشارع المصري بسبب الظروف الأمنية. المصور الصحافي معرض للقتل أو الاعتقال أو مصادرة معدات باهظة الثمن أثناء العمل... وكوني ذا خلفية سياسية ومن مناصري ثورة الخامس والعشرين من يناير، فالظروف السياسية والانتكاسة التي تمر بها الثورة لها نصيب الأسد من أسباب تفكيري في الهجرة". ويضيف: "إننا كجيل من الشباب علّق جميع آماله وأحلامه على نجاح الثورة بمجرد فشل حراكنا الثوري، فذلك أصابنا بخيبة أمل وطاقة كره وبغض لذلك الجيل الذي أبى إلا أن يكون مستعبداً من العسكر ودائرة اصحاب المصالح".
من جهتهم، أفاد بعض الصحافيين أن هناك سبباً لا يجب إغفاله وهو عدم وجود مرجع حامٍ أو بالأحرى نقابة قادرة على حماية أعضائها، مؤكدين أن نقابة مصر لا تستطيع فعل أي خطوة إيجابية أمام رؤوس الأموال التي تحكم الصحافة، وخصوصاً أن أغلب أعضاء المجلس لهم مصالح مشتركة ولا يلتفتون إلى الصحافيين والعاملين في مؤسساتهم.
المساهمون