الصحافة الثقافية في الجزائر... هل تختفي؟

11 يناير 2015
اختفاء قراء الصفحات الثقافية (فاروق باطيش/فرانس برس)
+ الخط -
كيف تبدو صورة الصحافة الثقافية في الجزائر اليوم؟ وهل تميزت وعملت على خلق فضاء ثقافي وإبداعي جاد ومختلف؟ ما هي أسباب تراجع مستوى الصفحات الثقافية في الصحافة المكتوبة في الجزائر؟
تبدو هذه الأسئلة أكثر من بديهية مع ارتفاع شكوى المثقفين والمبدعين من غياب أو ضعف وتهميش الصفحات الثقافية في وسائل الإعلام الجزائرية. "العربي الجديد" التقت عدداً من الصحافيين الناشطين في المجال الثقافي، واستطلعت آراءهم حول الإشكاليات التي يعيشها الإعلام الثقافي في الجزائر.
تقول الإعلامية في تلفزيون "البلاد" حسناء شعير: "طغت السياسة وأخبار الحروب وخيّمت المشاكل الاجتماعية على عقول الجزائريين وأصبح التفكير في الثقافة مجرد خيار قد تمليه ثقافة المتلقي نفسه. نحن نواجه تغييباً شبه تام للمشهد الثقافي الذي انحصر في المثقفين أنفسهم. فأصبح المثقف هو المادة الإعلامية وهو المتلقي. وثقافة المجتمع أو الجزائريين تتحكّم فيها عوامل أخرى أعادت ترتيب الأولويات".
ويعتقد رياض وطار، الصحافي في الإذاعة الجزائرية أن: "تراجع مستوى الصفحات الثقافية في الصحافة المكتوبة في الجزائر يعود إلى أسباب عدة أبرزها وأهمها تقاعس الصحافي عن الاجتهاد في تكوين نفسه، من خلال الاكتفاء بالمعلومة الجاهزة وعدم السعي إلى البحث عن أي معلومة إضافية". ويكمل: "هكذا تجد الصفحات خالية من التحليل النقدي للأفلام التي تعرض من الجهات المسؤولة على قطاع الثقافة، أو التحليل الأدبي النقدي لإصدار جديد، أو قراءة فنية للوحات فنية عرضت من أي فنان تشكيلي... بل ما نقرأه مجرد تغطيات لنشاطات تقام هنا وهناك".
كما ترى سارة العياشي، الصحافية في جريدة "الجزائر نيوز" بأنّ "الإعلام الجزائري لا يعطي أهمية كبيرة للجانب الثقافي، وهذا ما يجعل صفحات الثقافة مهمشة... أضف الى ذلك الساحة الثقافية في الجزائر هي مناسباتية، لا تنتعش إلا من خلال مهرجانات محددة تعد على الأصابع، فلا تترك أثراً لدى القراء ولا في حركة الثقافة".
فيما يعتقد الإعلامي، محمد شماني، من "التلفزيون الجزائري" أن "السبب الرئيسي لهذا التدهور في المشهد الصحافي الثقافي هو مديرو الصحف الذين لا يهتمّون أصلاً بالثقافة من منطلق أنها لا تجلب القراء ولا تبيع. لذلك يفّضلون الفضائح والأخبار الغريبة. والدليل على استهتارهم هو أنهم يحذفونها حينما تتوافر الإعلانات، أو أحداث مهمة أخرى كالرياضة مثلاً. كما أن أحد الأسباب هو عدم توجيه أي صحافي مبتدئ إلى الثقافة على أساس أنها آخر الاهتمامات... ولا يهم مستوى الصحافي الذي يشتغل في القسم الثقافي، المهم هو تحصيل الحاصل وانتهى".
محمد علال الصحافي في القسم الثقافي في جريدة "الخبر" يقول: "أولاً يجب تحديد مفهوم "التراجع" هل يقصد به تراجع مستواها أو عددها. ببساطة الثقافة بضاعة لا تشترى في الجزائر لهذا يتم تهميشها ولا يتم إعطاؤها المساحة الكبرى وفق مبدأ أن المؤسسة تبحث عن الحياة ولا يمكنها أن تعيش دون مبيعات". أما بالنسبة للأداء "يعود الأمر إلى انكسار حالة التقديس وظهور أجيال جديدة من المبدعين الشباب لهم أراء مختلفة ومواقف مختلفة، فلم يعد هناك مركزية في الساحة الثقافية التي تتعامل مع كل من يكتب بأنه مقدس".


المساهمون