الشمال الذي لا أُحب

22 نوفمبر 2016
من سلسلة "تحولات"، ستيف سابيلا/ فلسطين
+ الخط -
لو كنتُ أقربَ، أقربَ إليك قليلاً، من كلِّ الجهاتِ
لكنتُ الشِّمالَ الذي لا أُحب
وصرتُ هنالكَ ثلجاً على بوابةِ سجنٍ يتّسعُ لما تبقّى من الوقت
لكنّني الآنَ أتربّصُ بحاضري إلى أنْ يَصيرَ كذكرى في نهايةِ هذا الشتاءِ الثقيل
لو كنتُ أقربَ، أقربَ إليك قليلاً، قليلاً كأيِّ شئٍ قريبٍ
لحاولتُ تأجيلَ قيامتي التي لم تقعْ بعدُ
لكنّها ستحدثُ عمّا قريب
وأنا أحبُّ النهاياتِ البطيئةَ والمتوقعة
وتلك القيامةُ تأخذُ وقتَها كي يَنضُجَ الحدثُ الأخير
لو كنتُ أقربَ، أقربَ إليك قليلاً، لحملتُ بوصلتي معي
إذْ لا فرقَ في جغرافيا القلبِ يومَ يَضيعُ المصلّونَ في الثلجِ
وتَصيرُ قِبلتُهم ما يقولُه القلبُ للعارفينَ بالله
لو كنتُ أقربَ قليلاً، قليلاً جداً، ككلمةٍ على طرفِ اللسانِ لم أقلْها بعدُ
لما احتاجَت صلاتي لشمسِها
كي تبدأَ أو تنتهي
فهنا في الشِّمالِ كلُّ الوقتِ ليلٌ وهذا الثلجُ من حولي
يَصيرُ ماءً
لأنّ قيامتي تحدثُ الآن.


* شاعر فلسطيني مقيم في موسكو

المساهمون