الشعر العامي يقول "لن"

وإن كانت "لن" الحاج، قد أصبحت تاريخاً وعلامة في بدايات قصيدة النثر العربية، إلا أن رمزيتها الرافضة والتجديدية تبدو ما زالت حاضرة، حيت يتعلق الأمر بالقصيدة العامية، لا سيما مع تسيّد الشكل الكلاسيكي منها المشهد، بتشجيع من محطات التلفزيون والبرامج المبهرجة التي تحتفي بتقليديتها.

الشعراء القائمون على البرنامج هم محمد بن علي العمري وعلي الضوي وآدم دليم وياسر الصيعري.

يبدو محتوى البرنامج نقدياً، إذ جاءت حلقته الأولى بعنوان "شعراء الذوات"، حيث تناول فكرة الشاعر الذي يسبق اسمه لقب سمو الأمير أو الشيوخ، وكيف أن التعامل مع شعرية قصائد هؤلاء الأمراء/الشعراء لا علاقة له بالشعر بل بالمكانة الاجتماعية والطبقية، لتطرح الحلقة أسئلة كثيرة حول الشعر العامي أو النبطي الخليجي وأثر المكانة. وحول العلاقة التنافسية بين الشاعر وشركات إنتاج الأغاني، التي تنتج شعراءها أيضاً. 

الحلقة الثانية جاءت بعنوان "نون الندرة" وناقشت الشعر العامي الذي تكتبه المرأة، أما الحلقة الثالثة التي لم تبث بعد فعنوانها "الأغاني المحجبة".

يقول الشاعر العمري في حديث إلى "العربي الجديد"، "فكرة البرنامج في بدايتها التمعت في ذهن الشاعر آدم دليم عضو الفريق وبدأ العمل على تحقيقها على أرض الواقع بمشاركة الشاعر علي الضوي والذي يملك خبرات صحفية سابقة تشكلت معهما غالبية ملامح البرنامج".

لاحقاً انضم لهما الشاعر ياسر الصيعري ثم انضم لهم الشاعر محمد علي العمري وأخيراً الشاعر ياسر الكنعان صاحب التجربة الإعلامية، الذي أصبح في ما بعد المشرف العام على البرنامج.

يلفت العمري إلى أن "البرنامج هو موقف معاكس للتسطيح الذي دب في جسد الثقافة العربية منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي"، ويشير إلى أن هذا التسطيح كان يبدو في ذلك الوقت "كما لو كان عارضاً ثقافياً سيزول إلا أن الطرح الواعي والحضور الثقافي الرزين أصبح هو العارض في ما بعد، في كل المناحي الثقافية العربية بلا استثناء".