افتتح رئيس الحكومة التونسية الجديد، يوسف الشاهد، فترة ولايته بالاطلاع على أزمة الجنوب التونسي، معلنا أنه سيتوجه إلى قفصة للإعلان عن جملة من القرارات الجديدة بخصوص المحافظة عموما، والحوض المنجمي خصوصا، بعد تراجع إنتاج الفوسفات وتدهور عائداته المالية التي كانت تشكل أهم مصادر الخزينة التونسية.
وعقد الشاهد مساء أمس الثلاثاء في قصرالحكومة بالقصبة اجتماعا حول ملف الفوسفات بمنطقة الحوض المنجمي، حضرته كل من وزيرة الطاقة والمناجم هالة الشيخ روحو، ووزير النقل أنيس غديرة، والوزير المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان المهدي بن غربية، والوزير المكلف لدى رئيس الحكومة إياد الدهماني، ونواب الشعب عن محافظة قفصة.
وكان عدد من أهالي الجهة وممثلو أحزاب فيها طالبوا بحلول استثنائية للجهة، وطالب زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أثناء زيارة لقفصة منذ أيام، بتخصيص جزء من عائدات الفوسفات للاستثمار في الجهة وحل مشاكل التشغيل، ودعا الشاهد إلى التحاور مع أهل الجنوب.
ويبدو أن الشاهد سيكون مدعوا أيضا للالتفات سريعا إلى محافظة القصرين، التي تتتالى منها الأخبار عن تجدد "العمليات الإرهابية"، حيث أدى كمين نصبه مسلحون في جبل سمّامة إلى مقتل ثلاثة عسكريين الاثنين، في الوقت الذي كان فيه الشاهد يتسلم رسمياً مهامه من خلفه الحبيب الصيد.
وشكلت هذه العملية ضربة لقوات الجيش، إلا أن قوات الأمن والجيش نجحت بعد يومين فقط (فجر اليوم) في رد الضربة بسرعة والقضاء على مسلحين اثنين داخل حيّ الكرمة من مدينة القصرين أيضا.
ويبدو أن العملية تشكل أيضا ضربة قاصمة للإرهابيين، حيث تتداول أخبار شبه مؤكدة عن مقتل جهاد المباركي، القيادي بكتيبة "عقبة بن نافع" التي تبنت عملية أول أمس.
وإذا تأكدت هذه الأخبار فإن المؤسستين الأمنية والعسكرية تثبتان مرة أخرى، جاهزيتهما الاستخباراتية والعملياتية.
وتعاني القصرين، كما قفصة وعدة محافظات أخرى من أزمات خانقة، وتأخر في النمو والمشاريع الاستثمارية والبنى التحتية، ما يوجب استنباط حلول جديدة، قال الشاهد في بداية ولايته إنه سيبحث عن إجراءات غير تقليدية لحلها.