الشارع الجزائري قلق على المشاريع التنموية الموعودة

15 ديسمبر 2014
هل تتأثر المشاريع السكنية بانخفاض سعر النفط؟ (getty)
+ الخط -
منذ سنة 2008 ومع ارتفاع اسعار النفط في السوق ‏العالمية وبلوغها عتبة الـ 70 ‏دولاراً للبرميل، رفعت الجزائر ‏السعر المرجعي لبرميل النفط المعتمد في ‏موازناتها ‏السنوية من 19 دولاراً للبرميل الى 37 دولاراً، وهو السعر ‏المعتمد ‏الى اليوم.

برامج تنموية 
‏ومع الفورة النفطية، ضاعفت الحكومة من نفقاتها ‏العمومية، عبر برامج تنموية ‏ضخمة كان آخرها البرنامج الخماسي 2014- 2019، بقيمة 262 مليار ‏دولار، ‏الهادف الى اقامة اقتصاد وطني متنوع خارج قطاع ‏المحروقات.‏
والمخطط الأخير ‏يعتبر طوق النجاة الأخير من غرق ‏البلاد في ازمات اجتماعية واقتصادية حادة. إذ ‏يعد بالقضاء ‏على ازمة السكن نهائياً مع سنة 2018، وتنويع الاقتصاد الوطني بعيداً ‏عن اقتصاد الريع ‏البترولي. ‏
ولكن، مع انخفاض أسعار النفط العالمية أخيراً، بدأت الشكوك تحوم حول مدى ‏تطبيق المخطط التنموي. وبدأ ‏الغليان الاجتماعي يزيد، تغذّيه فضائح الفساد ‏المتتالية، في ‏ظل تحليلات اقتصادية تقول إن "الجزائر مقبلة على ‏سنوات عجاف".‏
‏ومع حالة القلق التي يعيشها الشارع الجزائري، اضطر ‏وزير المالية محمد جلاب قبل ‏اسبوع الى التدخل المباشر في ‏التلفزيون الحكومي، ليؤكد أنه لا خوف على ‏المشاريع ‏الاستثمارية المختلفة التي اطلقتها الدولة بما فيها السكن.‏
‏تطمين لم يهضمه المواطنون كثيراً، خصوصاً وسط ‏تحذيرات خبراء الاقتصاد ‏من ‏خطورة الوضع في حال استمر تراجع سعر النفط الى مادون ‏الـ 70 دولاراً ‏للبرميل. ‏
يؤكد الخبير ‏الاقتصادي مقدم عبيرات، لـ"العربي الجديد" أن "الخطر الداهم على ‏الاقتصاد ‏الوطني سيتحقق اذا لجأت الحكومة الى استغلال احتياطها من ‏العملة ‏الصعبة، واستنزفت رصيد صندوق ضبط الإيرادات الذي ‏يقدر رصيده ‏بحوالي 59 ‏مليار دولار".
ويشرح عبيرات أن "عجز الميزانية المرتقب ‏سيصل ‏إلى حوالي 52 مليار دولار، بالاعتماد ‏على حساب سعر ‏السوق بـ100 دولار للبرميل". ما يعني أن تراجع سعر السوق ‏إلى 70 دولاراً سيرفع من العجز. ووفق عبيرات، فإن ذلك "سيؤثر على الإنفاق ‏العام خلال السنوات المقبلة، ‏خاصة تأمين الوظائف الجديدة، ما سيسهم فى ‏ارتفاع ‏نسبة البطالة التي تقارب حالياً 9.8‏‎%‎‏. إضافة إلى التأثير على دعم ‏السلع ‏الغذائية الواسعة الاستهلاك".‏
‏اما الدكتور والاقتصادي عبد الرحمن مبتول فيقول لـ"العربي الجديد" إن التراجع ‏في أسعار النفط "ستكون له نتائج وخيمة على ‏الاقتصاد، اذا ما بقي وفق المنحى ‏الحالي. والعواقب ستطال ‏خصوصاً الجانب الاجتماعي". ويعلل مبتول ‏‏"ميزانية ‏التسيير المتضمنة أجور الموظفين العموميين، تعتمد على ايرادات النفط، ‏وسعر البرميل".‏
‏ويشير مبتول الى أن "‏السعر المرجعي الحقيقي الذي تعتمده الحكومة في ‏موزناتها ‏حالياً هو 70 دولاراً للبرميل، وليس كما تصرح رسمياً بأنه 37 دولاراً، ‏خصوصاً أن الحكومة قررت ‏مواصلة دعم المواد الأساسية والتّحويلات ‏الاجتماعية ‏التي ستبلغ قيمتها 60 مليار دولار".‏ ويضيف الدكتور مبتول "سيكون لهذا الأمر تأثيراته على احتياطي ‏الصرف ‏الخارجي للبلاد المقدّر حالياً بـ200 مليار دولار والمودع ‏بالخزينة ‏الأميركية والأوروبية".‏
‏أما عضو لجنة المالية والميزانية في البرلمان الجزائري ‏أحمد خليفة، فيقول لـ"العربي الجديد" إنه "لن يكون هناك تأثيرات على المديين ‏القصير ‏والمتوسط". ويفسر ذلك بكون "ميزانية 2015 قد تم ضمان ‏سيرورتها ‏العادية، بالاعتماد على احتياطي الصرف الخارجي. كما أن صندوق ضبط الايرادات واجه تحدياً مماثلاً ‏خلال الأزمة الاقتصادية ‏العالمية. ناهيك عن عدم وجود ديون خارجية ثقيلة على ‏الجزائر". ‏
‏ويضيف "اذا ما تم تطبيق تدابير ‏قانون المالية لسنة 2015 كما هي، فإننا سنكون ‏في منأى عن ‏أي تاثيرات سلبية".
دلالات
المساهمون