بعد يوم من غرق شوارع رئيسة في أبها (جنوب السعودية)، تكرر المشهد في العاصمة الرياض، وفي الدمام (شرقاً)، وفي الدلم (شمالاً). وفي كل مرة تغرق السيارات، وتُهدد حياة البشر، على الرغم من وعود الأمانات والبلديات بإيجاد الحلول، وكأنها معضلة مستعصية، مع العلم أن الدولة تكلفت أكثر من 80 مليار ريال لإصلاح تصريف المياه في المدن.
كان الضرر الأكبر في مدينة الدمام بعد إغلاق الشارع الحيوي فيها بسبب الأمطار، وتحولت الأنفاق الثلاثة النافذة باتجاهه إلى بحيرات ابتلعت السيارات براكبيها، بعد فشل تصريف المياه. وأوضح شهود عيان أن بعض السيارات العالقة كانت تقل مرضى وكباراً في السن.
وأعلنت الأمانة عن إغلاق نفق طريق الملك فهد تقاطع الأمير محمد بن فهد، ونفق طريق الملك فهد تقاطع عثمان بن عفان، ونفق طريق الملك فهد تقاطع الأمير نايف، على أن يعاد فتح الأنفاق المغلقة في حال استقرار الطقس.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تراكم مياه الأمطار في الشوارع، وبعض المباني الحيوية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وملعب الراكة الرياضي.
وفي العاصمة الرياض، أظهرت مقاطع فيديو وصور إغلاق شوارع رئيسة نتيجة الأمطار، خاصة في طريق أبو بكر الصديق، والدائري الجنوبي.
— الرحّال وائل الدغفق (@aldaqfaq) ١٧ فبراير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأكدت هيئة الهلال الأحمر "رفع الجاهزية لدى الكوادر العاملة عبر المراكز الإسعافية المنتشرة بالمنطقة ومهرجان الجنادرية، وأيضاً تفعيل دور التطوع في كافة التخصصات".
— طقس الخليج (@WeatherGulf) ١٧ فبراير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كذلك تمكن الدفاع المدني من التواصل مع شابين محتجزين في الحريق (في الجنوب من العاصمة)، وقال إنهما بصحة جيدة.
في جنوب السعودية، شهدت كل من مدينة الباحه ومحافظات بلجرشي والمندق والقرى وبني حسن والعقيق والمخواه وقلوه والحجره أمطاراً غزيرة، نتج عنها ثماني حوادث مرور بدون تسجيل أية وفيات.
— علوم الامطار (@UloomAlmtar) ١٧ فبراير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ودعت مديرية مرور منطقة عسير المواطنين لعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة، بعد أن أعلنت إدارة الكوارث بالأمانة الاستنفار.
وبعد إعلان وفاة أربعة أشخاص جراء السيول والأمطار، كادت أسرة سعودية في الجيبل (شرق) أن تتعرض للمصير ذاته، بعد أن علقت سيارتها في منطقة طينية بالقرب من رأس أبو علي في الجبيل. وتأخرت فرق الإنقاذ في الوصول إليهم. كما توعدت المديرية العامة لحرس الحدود، في بيان رسمي، بمحاسبة المتسببين في تأخر إنقاذهم.
— فهد السنيدي أبوياسر (@falsunaidy) ١٦ فبراير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولا تزال وفاة الطفل نواف الأحمري غرقا في سيول أبها تثير الألم، خاصة أن والده اتهم إدارة التعليم في المنطقة بالتسبب في وفاة طفله لرفضها تعليق الدراسة، على الرغم من تأكيدات الأرصاد بأن هناك أمطاراً غزيرة ستتعرض لها المنطقة. وبحث الوالد لساعات عدة عن ابنه بعد أن جرفته السيول ليجده ميتاً. كذلك جرفت السيول سيارة تنقل عدداً من المعلمات في منطقة الأحساء، فانقلب الباص في هجرة شجعة.
ويؤكد الخبير المناخي عبد الله الصالح أن غرق المدن السعودية بات معتاداً عند هطول المطر، محملاً أمانات المدن المسؤولية. ويقول لـ"العربي الجديد": "للأسف لا نجد من يعترف بالتقصير بل تلقي كل جهة اللوم على الأخرى، لكن اللائمة تقع في النهاية على الشركة المنفذة، مع أنه يُفترض عدم تسلم أي مشروع إلا بعد التأكد من مطابقته المواصفات الحكومية. كما تُصرف المليارات لتحسين بنية الصرف لكن دون جدوى".
— ثنيان العتيبي (@thniaan1) ١٧ فبراير، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويؤكد المهندس فهد الظبيب، لـ"العربي الجديد": "المشكلة ليست في تصريف المياه فقط، بل في طبيعة تخطيط المدن، خاصة أن أحياء كثيرة تقع في مجاري السيول، وبعد الجفاف في العقود الماضية حوّل التجار تلك المجاري إلى مناطق سكنية".
ويضيف: "لا يكفي أن يكون لدينا بعض الأحياء المخدومة بشبكات الصرف، فالشبكات فيها لن تتحمل كميات المياه، فتتعطل، وتغرق الأحياء كافة".
ويرى الظبيب أن الخلل الكامن في التخطيط المدني، يجعل من الصعب إيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة. ويضيف: "في السابق كانت المشكلة في الرياض وجدة، اليوم لحقت بهما أبها والدمام والدلم بالبقية، والتوقعات تقول إن مدناً أخرى ستدخل القائمة، فالخلل يحتاج إلى حلول جذرية ورقابه صارمة".