كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، جوانب جديدة من اللقاءات الإسرائيلية المصرية التي سبقت خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو/أيار من العام الماضي، ودعوته للأحزاب الإسرائيلية في الكنيست إلى بلورة ائتلاف حكومي يمكن من التقدم نحو مسيرة سلمية وعملية تسوية إقليمية شاملة.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه بالإضافة إلى لقاء القمة السري الذي عقد في العقبة بمشاركة كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والسيسي في أواسط شهر فبراير/شباط، لتحريك مبادرة تسوية إقليمية تشارك فيها أيضاً دول خليجية، فقد التقى السيسي في شهر أبريل/نيسان من العام ذاته، في القاهرة، بكل من نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ لبحث إطلاق المبادرة للتسوية الإقليمية.
وأوضحت الصحيفة أن اللقاء جاء ضمن الجهود الإقليمية والدولية في المنطقة، واستغلال الظروف، التي بدت مواتية في ذلك الوقت، لحث هرتسوغ على الانضمام وحزبه للائتلاف الحكومي في حال وافق نتنياهو على المبادرة، ومن أجل ضمان عدم إسقاط حكومته من قبل أحزاب اليمين المتطرف، وخاصة حزب البيت اليهودي.
ولفتت إلى أن أطرافاً دولية وإقليمية توجهت بشكل مباشر لهرتسوغ وحثته على الانضمام لحكومة نتنياهو لإقناع هذه الأطراف بأن حكومة الأخير بتركيبتها اليمينية السائدة آنذاك، ليس بمقدورها الانخراط في مبادرة جديدة دون تعرض نتنياهو لتهديدات بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها.
غير أن هذه المفاوضات تعثرت في نهاية المطاف في نهاية شهر مايو/أيار، وبدلاً من انضمام حزب المعكسر الصهيوني بقيادة هرتسوغ، أعلن نتنياهو عن توصله لاتفاق ائتلافي مع زعيم يسرائيل بيتينو، أفيغدور ليبرمان، على أساس الاعتراف بجوانب إيجابية في المبادرة العربية والقبول بحل الدولتين.
وأدى هذا التطور إلى تعرض هرتسسوغ لموجة انتقادات شديدة، حاول دفعها بالقول إنه حصل على تأكيدات من أطراف إقليمية ودولية بوجود فرصة حقيقية لإطلاق مبادرة إقليمية، لكن ادعاءاته لم تلق تصديقاً في إسرائيل، إلى أن تم الكشف لاحقا عن اتصالات مباشرة بين هرتسوغ وأطراف عربية وأخرى دولية.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن زعيم المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ ذكر، أخيراً، في عدد من اللقاءات المنزلية التي يجريها في سياق حملته الانتخابية داخل حزب العمل، أنه التقى خلال الفترة المذكورة من العام الماضي مسؤولين وزعماء عربا لم ترهم عين إسرائيلية، في إشارة إلى احتمالات لقاءات بينه وبين مسؤولين سعوديين وإماراتيين، شجعوه على التقدم في المفاوضات للانضمام لحكومة نتنياهو.
وأعلن الاثنان، في مؤتمر صحافي مشترك، أنهما يؤيدان حل الدولتين، وأن المبادرة العربية تحمل "مركبات إيجابية"، يمكن أن تساهم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن شيئا لم يحصل على أرض الواقع على صعيد المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وفي مارس/آذار من العام الحالي، نشرت صحيفة "هآرتس"، أن المباحثات بين نتنياهو وهرتسوغ تجددت مرة أخرى وأن نتنياهو قدم له وثيقة من 8 بنود بشأن التزامه الفعلي بالسعي لمفاوضات وحل يقوم على حل الدولتين، إلا أن نتنياهو عاد بعد ذلك ولم يفِ بهذه الالتزامات التي تضمنت في أول بنودها تأييد مبادرة السيسي المذكورة في خطاب الأخير في أواسط مايو/أيار 2016، وتراجع نهائياً عن هذه الخطوة في 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.