جزيرة جيجو، بصخورها البركانية السوداء وقربها من العاصمة سيول، تعتبر وجهة شهر عسل مفضلة للكوريين الجنوبيين. لكنّها بالنسبة لشاب سوري موطن حقيقي، ولو أنّ المستقبل يبقى تخمينياً بالنسبة له، بحسب تحقيق أجرته إذاعة "بابليك راديو إنترناشونال" الأميركية.
الشاب أحمد لبابيدي (22 عاماً)، ترك عام 2012 مدينته حلب التي دمرت الحرب أجزاء كبيرة منها، وهرب إلى تركيا. وصل إلى كوريا الجنوبية بمساعدة رجل أعمال سوري في سيول. لكنّ الكوريين لم يمنحوه صفة لاجئ، بل سمحوا له بالبقاء بتأشيرة إنسانية مؤقتة. وهو ما يعني أنّه غير مخوّل الحصول على دعم حكومي ومساعدات كالتأمين الطبي والراتب.
وبالفعل، مرض أكثر من مرة، ودفع من ماله الشخصي ثمن العلاج المستمر من مرض كرون (التهابات الأمعاء). تحصل معه النوبات خصوصاً عندما يغادر الجزيرة ويذهب إلى العاصمة سيول.
يقول لبابيدي إنّه يريد البقاء في جيجو، خصوصاً مع الهدوء النسبي للجزيرة. وبالفعل تقدم للعمل في مطعم هندي هناك، وعمل على تحسين مهاراته في اللغة الكورية.
لكنّ كلّ ذلك، بالنظر إلى أنّه السوري الوحيد في الجزيرة، أثار الشكوك فيه. فقد استدعته الشرطة المحلية للتحقيق في إمكانية أن يكون جاسوساً، ولو أنّ الضابط، كما يقول، استبعد أن يكون تابعاً لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". بل كانت التهمة تستند إلى العلاقات الجيدة بين النظامين الحاكمين في كوريا الشمالية وسورية. إنّما، بعد التحقيق معه اعتذر منه الضابط وقال له: "تبدو شخصاً طيباً ورقيقاً".
كذلك، تحققت السلطات الكورية مجدداً منه، ومن كلّ سوري آخر مقيم في البلاد، بعد وقت قصير من الهجمات الإرهابية في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وبالرغم من أنّه يبرر للشرطة أن تمارس عملها، فإنّه يشعر بالسوء حيال ذلك ويقول: "لماذا يستمرون في الاعتقاد أنّني إرهابي؟".
كانت السلطات الكورية قد منحت ثلاثة سوريين فقط صفة اللجوء من أصل 850 طالب لجوء، بينما أعطت الباقين تأشيرات إقامة إنسانية مؤقتة.
يخاف لبابيدي من ترحيله إلى سورية التي ينتقد نظامها بشكل مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكنّه يشير إلى أنّ المسؤولين الكوريين عرضوا عليه طريقة أخرى للحصول على الإقامة وهي الزواج من كورية. لكنّه لا يريد الزواج ببساطة.
يأمل أن يتمكن أهله في تركيا من الحصول على لجوء في أوروبا، عندها سينضم إليهم. لكنّه يفضل جيجو على كلّ الأماكن الأخرى ويتمنى أن تنظر الحكومة الكورية بطلب لجوئه مجدداً علّه يتمكن من إحضار والديه إليه عند ذلك.
اقــرأ أيضاً
الشاب أحمد لبابيدي (22 عاماً)، ترك عام 2012 مدينته حلب التي دمرت الحرب أجزاء كبيرة منها، وهرب إلى تركيا. وصل إلى كوريا الجنوبية بمساعدة رجل أعمال سوري في سيول. لكنّ الكوريين لم يمنحوه صفة لاجئ، بل سمحوا له بالبقاء بتأشيرة إنسانية مؤقتة. وهو ما يعني أنّه غير مخوّل الحصول على دعم حكومي ومساعدات كالتأمين الطبي والراتب.
وبالفعل، مرض أكثر من مرة، ودفع من ماله الشخصي ثمن العلاج المستمر من مرض كرون (التهابات الأمعاء). تحصل معه النوبات خصوصاً عندما يغادر الجزيرة ويذهب إلى العاصمة سيول.
يقول لبابيدي إنّه يريد البقاء في جيجو، خصوصاً مع الهدوء النسبي للجزيرة. وبالفعل تقدم للعمل في مطعم هندي هناك، وعمل على تحسين مهاراته في اللغة الكورية.
لكنّ كلّ ذلك، بالنظر إلى أنّه السوري الوحيد في الجزيرة، أثار الشكوك فيه. فقد استدعته الشرطة المحلية للتحقيق في إمكانية أن يكون جاسوساً، ولو أنّ الضابط، كما يقول، استبعد أن يكون تابعاً لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". بل كانت التهمة تستند إلى العلاقات الجيدة بين النظامين الحاكمين في كوريا الشمالية وسورية. إنّما، بعد التحقيق معه اعتذر منه الضابط وقال له: "تبدو شخصاً طيباً ورقيقاً".
كذلك، تحققت السلطات الكورية مجدداً منه، ومن كلّ سوري آخر مقيم في البلاد، بعد وقت قصير من الهجمات الإرهابية في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وبالرغم من أنّه يبرر للشرطة أن تمارس عملها، فإنّه يشعر بالسوء حيال ذلك ويقول: "لماذا يستمرون في الاعتقاد أنّني إرهابي؟".
كانت السلطات الكورية قد منحت ثلاثة سوريين فقط صفة اللجوء من أصل 850 طالب لجوء، بينما أعطت الباقين تأشيرات إقامة إنسانية مؤقتة.
يخاف لبابيدي من ترحيله إلى سورية التي ينتقد نظامها بشكل مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكنّه يشير إلى أنّ المسؤولين الكوريين عرضوا عليه طريقة أخرى للحصول على الإقامة وهي الزواج من كورية. لكنّه لا يريد الزواج ببساطة.
يأمل أن يتمكن أهله في تركيا من الحصول على لجوء في أوروبا، عندها سينضم إليهم. لكنّه يفضل جيجو على كلّ الأماكن الأخرى ويتمنى أن تنظر الحكومة الكورية بطلب لجوئه مجدداً علّه يتمكن من إحضار والديه إليه عند ذلك.