جدّد السودان، اليوم الأحد، تمسّكه بالمفاوضات كأنجع وسيلة لحل الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي حتى الوصول إلى اتفاق نهائي.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، في رسالة لرؤساء تحرير الصحف السودانية، إنّ "الجانب السوداني بذل مجهوداً مخلصاً ولم ييأس من التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا"، مشيراً إلى أنّ السودان لجأ إلى رفع الأمر لرؤساء الدول بعد أن شعر بعدم وجود تقدم في النواحي القانونية على مستوى وزراء المياه، والتي قال إنها "تحتاج لقرار سياسي".
وأكد عباس أن "السودان متمسك بالتوقيع على اتفاق كشرط أساسي قبل البدء في ملء سد النهضة، وذلك لضمان سلامة وتشغيل سد الروصيرص"، مشيراً إلى أن السودان متحسب لكل السيناريوهات لضمان حقوقه.
من جهته، لفت مسؤول الشؤون القانونية في الوفد السوداني، هشام كاهن، إلى أن السودان يتفاوض للوصول إلى اتفاقية دولية ملزمة للدول الثلاث، وقال إنّ الخلافات تركزت على المسائل القانونية وتحديداً حول رفض أحد الأطراف تكوين آلية لفض النزاعات، ومدى إلزامية الاتفاقية المحتملة للدول الثلاث، بجانب رفض محاولة إقحام الاتفاقات السابقة في الاتفاق الحالي.
في المقابل، قال وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارغاشو، مساء الأحد، إن الشكوى المصرية المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سد "النهضة" الإثيوبي، "لا ثأثير" لها.
وأضاف أندارغاشو، أن "تعبئة سد النهضة، المقررة الشهر القادم، لا تحتاج إلى موافقة أي طرف".
وتابع، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، وفق ما نقلته "الأناضول": "لا تأثير لشكوى مصر لدى مجلس الأمن، لأننا نملك وثائق وأدلة تدحض الادعاءات المصرية"، معتبراً أن الشكوى المصرية لمجلس الأمن تأتي في إطار سياسة الهروب من الحوار والتفاوض. ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من القاهرة.
وأعلنت الخارجية المصرية، في بيان الجمعة، أنها تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن بشأن "تعثر" مفاوضات السد قبل أيام، كما دعت، في خطاب آخر السبت، إلى تسريع مناقشة طلبها في المجلس.
وأوضحت الخارجية المصرية، الجمعة، أن القاهرة طلبت من مجلس الأمن "التدخل بغرض التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة الإثيوبي، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق".
وتخطط إثيوبيا لبدء ملء سد النهضة في موسم الأمطار لهذا العام، يتزامن ذلك مع حلول يوليو/تموز المقبل، مقابل رفض سوداني-مصري للملء بقرار أحادي من دون اتفاق.
وعلى مدار 7 أيام كان آخرها الأربعاء، جرت مفاوضات فنية، عبر دوائر تلفزيونية، بين الدول الثلاث، بحضور مراقبين من الاتحاد الأوروبي ودولة جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، غير أنها لم تتوصل إلى نتيجة أو اتفاق مشترك حول قواعد ملء وتشغيل السد، وسط اتهامات متبادلة بين مصر وإثيوبيا حول المتسبب في العرقلة.
وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.